(لا تمرضوا)
سلسلة تغريدات
١)
في هذا الشهر أكملت عشر سنين منذ بدأت علاقتي الواضحة بنوع من (سرطان الدم)، يُسمّى بالعربية (السرطان النخاعي)، ويسمى بالإنجليزية (Multiple Myeloma) (مالْتبلْ مايْلوما).
في هذه السلسلة سأكتب شيئًا قليلًا من تجربتي مع المرض
=
٢)
اكتُشِف المرض في رمضان ١٤٣٣ بعد تعب مستمر وإعياء متطاول، ونقص سريع في الوزن.
ازداد ذلك كله يومًا بعد يوم نحو عشرة أشهر، حتى بلغ ذروته بوقوعي صريعًا في نهار الثالث من رمضان.
وكان للتأخر في تشخيصه أثر في العمود الفقري، إذ أكل المرض إحدى الفِقر إلا قليلًا، والحمد لله على كل حال.
٣)
مما تعلمناه وجوب الإيمان بالقضاء والقدر، وأن "ما أصابك لم يكن ليخطئك"، وأن الرضا بأقدار الله جزء من الإيمان، وهذا خير علاج نفسي يُشعر المرء بالطمأنينة، ويغمر قلبه بالسكينة.
وأهمية هذه المعاني لا تُدرك إلا بالتجربة.
٤)
وتعلمنا أن المؤمن مُثاب حتى في الشوكة يُشاكُها، وأنه "إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له"، وهذا ضرب آخر من علاج الأرواح، إذ به تهون المصيبة.
وأُمِرنا أن ننظر إلى من هو دوننا في أمور الدنيا، فكان لنا في هذا رادع عن التسخّط، وعون على الرضا إذا رأينا مَن مصيبته أشدّ.
=
للسلسلة بقية
٥)
مرت بي في الشهور الأولى من المرض حال عصيبة، إذ بتُّ طريح الفراش، وكنت لشدة السقام أستعين بغيري ليرفع رجليّ على السرير، وينزلهما.
وغدوت أمشي بستّ أرجل، إذ اعتمدت في بضعة أشهر على العصا الرباعية، ولزمت حزام الظهر ليشد العمود الفقري، وما زلت أستعين به بين الحين والحين.