• صاحب المنشور: سعيد الدكالي
  
  ملخص النقاش:
  استثمر قطاع التعليم عالميًا بكثافة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI)، بهدف تعزيز العملية التعلمية وتحسين تجارب الطلاب. توفره هذه التقنية قد أدى بالفعل إلى تحول كبير في طرق التدريس وأساليب الاختبار والتقييم، مما فتح الباب أمام فرص جديدة لتحقيق إمكانات غير محدودة للتعلم الفردي والشخصي. ولكن رغم ثورة AI في القطاع التعليمي، فإن هناك العديد من القضايا المتعلقة بالخصوصية والأمان وحماية البيانات التي ينبغي معالجتها بعناية. بالإضافة إلى ذلك، يظل الكثيرون حذرين حول تأثيرها المحتمل على وظائف المعلمين وعلى القدرة البشرية على التحليل والاستنتاج الحر.

تساهم حلول AI وتطبيقاته المختلفة مثل أنظمة إدارة تعلم ذكيّة(LMS) وروبوتات الدردشة الجاهزة للإجابة عن أي استفسارات طلابية ومدرسية، كما ظهرت تقنيات مساعدة بصرية وصوتية فائقة للتفاعل بين الصياغات الصوتية والمرئية لجعل عملية الشرح أكثر سهولة وفائدة للمعوقيين سمعياً وبصرياً أيضاً. بينما يستشعر البعض مخاطر استخدام روبوتات الكتابة الآلية والتي تستند إلي الذكاء الإصطناعي حيث يمكن لأصحاب النفوس الضعيفة الاستخدام الخاطئ لهذه الأدوات لإنجاز أعمالهم بطريقة غش ونقل ثقافي مباشر بدون جهد أو ابداع شخصي .

ولتجاوز هذا النهج السلبي نحو تأثيرات إيجابيه لما تقدمه تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي ، يتطلب الأمر فهم شامل لكيفية دمج تلك العناصر الحاسوبية بصورة متوازنة تضمن تحقيق مصالح جميع الأطراف المهتمة, وذلك بتقديم تدريب مستدام للمعلم والمستخدم النهائي لمساعدتهم علي امتصاص مهارة الاعتمادعلي اساليب رقمية مبتكرة لمواجهة تحديات المستقبل بلا خوف ولا ارتباك وانما بإيجازات فريدة تخدم الغاية الاسمى وهي ترقية المجتمع وتعليم ابنائهم بافضل الأساليب الحديثة والحفاظ أيضا علي الهوية الثقافية للأمة الإسلامية ككل .

وفي الأخير يبقى دور الإنسان محسوماً بعد كل تطورات عصر الثورة الرقمية؛ فهو صاحب القرار والمعرفة الأصل الأصيل الذي يحكم ويوجه مجريات الأمور لصالح الجميع دون ضرار لاحدى الاطراف العاملة داخل المنظومة التعليمية الضخمة .