وفقاً لأراء الفقهاء المسلمين، هناك خلاف حول طبيعة العمرة؛ البعض يرى أنها فريضة بينما الآخرون يعتبرونها سنّة مؤكدة. ومع ذلك، بغض النظر عن اعتقاد الفرد بأن العمرة واجب أم مستحب، إذا قام الشخص بعمل العمرة بشكل صحيح بعد البلوغ، فهذا يعتبر كافياً لإتمام النسك ويبرئ الذمة، بغض النظر عما إذا كانت نيته كانت القربة أو الاستحباب.
ببساطة، ليس شرطاً لتبرئة الذمة من هذا النسك أن يكون لدى المسلم نيّة صريحة بأن هذه العمرة هي "الواجب". فقط النية بإنجاز العمل نفسه كافي. يشرح الإمام الماوردي هذا في كتابه "الحاوي الكبير"، موضحاً أن بعض الأعمال الدينية مثل الحج والعمرة تحتاج فقط إلى نية القيام بالعمل وليس الوعد أو التحديد الخاص. وبالتالي، حتى لو لم تنوّ بنفسك أنّ تلك الرحلة العمرية هي الفرض الذي يجب عليك فعله، إذا كنت قد فعلتها بطريقة صحيحة، فإن ذلك يعد كمبرّر لك أمام الله.
والعلم عند الله وحده.