- صاحب المنشور: فادية الموريتاني
ملخص النقاش:لا يمكن إنكار الدور المتزايد الذي تلعبه التقنيات الحديثة في تغيير وجه التعليم. فقد أصبحت الأجهزة وأدوات الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من الفصل الدراسي الحديث، مما يوفر فرصًا تعليمية جديدة غير مسبوقة للطلاب والمعلمين على حد سواء. ولكن مع هذه الفرص تأتي مجموعة من التحديات التي تتطلب دراسة متأنية ومواجهة لمواجهةها.
التحدي الأول: الوصول العادل إلى التكنولوجيا الرقمية
في حين أن العديد من المدارس والمناطق تقدم الآن تقنية رقمية لتعزيز العملية التعليمية، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة وجود تساوي بين جميع الطلاب فيما يتعلق بتلك الأدوات والتطبيقات. ثمة فجوة رقميّة كبيرة قائمة بين البلدان المختلفة والمدارس داخل البلد الواحد ذاتها؛ حيث قد يحظى بعض الطلاب بموارد تكنولوجية غاية في الكفاءة بينما يعاني آخرون بسبب نقص الحواسيب أو الاتصال بشبكة الانترنت المنزلي.
إن حل مشكلة عدم المساواة في الحصول على التكنولوجيا أمر محوري لتحقيق العدالة التعليمية وتعزيز جودة التعلم لكل طالب بغض النظرعن ظروفهما الاجتماعية أو الاقتصادية.
التحدي الثاني: تطوير المهارات اللازمة لاستخدام الوسائل الحديثة بطرق فعّالة
حتى لو توفرت المعدات والبرامج المناسبة لكل طالب، فإن ذلك وحده ليس كافيًا لتسهيل عملية تعلم ناجحة باستخدام التقنيات الجديدة. يلزم أيضًا تزويد المعلمين بمهارات تدريبية مناسبة تساعدهم على فهم كيفية دمج تلك الأدوات بكفاءة ضمن خططهم التربوية وبناء علاقات بناءة بين الطالب ومنصة التعلم الإلكتروني وفق منهج علمي مستند للأبحاث والدلائل العلمية.
فرصة للمستقبل: تبني نماذج تعليمية مبتكرة مبنية على البيانات الضخمة وتحليلها
توفر لنا الثورة الصناعية الرابعة فرصة فريدة لإعادة تشكيل شكل النظام الحالي للنظم الأكاديمية عبر اعتماد سياسات تربوية حديثة تستغل قوة الذكاء الاصطناعي والتحليلات الكبرى للحصول علي معلومات قيمة حول أدائــر مختلفــة مثل تحصيل طلابينا ومعدلات انجاز عملهم مقارنة بأقرانهم عالمياً بالإضافة إلي تحديد نقاط القصور لدي البعض منهم واتخاذ إجراءات تصحيحية قبل فوات الاوان وذلك عبر مراكز بحثيه تقوم بانشاء نظام ذكي قادر علي رصد ومراقبة ادائه اليومי ليقدم تقرير مفصل مدعم بالنسب المئوية الخاصة بكل شعبة وفي أي مرحلة عمرية كانت حتى يتمكن الاساتذة والاداريين لاتخاذ القرار الأنسب لصالح الطفل وليس ضد مصلحتَه!
وفي النهاية فإن حاضرنا مرتبط ارتباط وثيق باستعداد مجتمعات لأجل الغد! وإن استمرارا لحالتنا الراهنة لن يفِـد شيئاً وستؤول الأمور نحو الأسوأ.