آخر يوم من أيام الحجر المؤسسي ال١٤ في "الفندق الراقي الكئيب". لم أكن أنوي الرجوع لأسباب الدراسة وغيرها لكني أتخذت قرار الرجوع إيماناً أن المعاناه قريبا ممن تحب أفضل من المعاناة بعيداً. وطبعا عامل كفاءة النظام الصحي في وطني العزيز عُمان.
خُيّرت بين الحجر المؤسسي والمنزلي ومع أن الخيار الثاني كان متاح لي لكني فضّلت المؤسسي آخِذًا في الحسبان أن أكثر من ٥ أشخاص ممن أحب يعانون من الربو. ففضّلت التضحية بحريتي لأسبوعين خوفاً من التضحية بحريتي طوال حياتي. ما معنى الحرية إذا كان الشخص تعيساً على كل حال؟
جُبِلنا نحن أهل البادية على عدم إظهار ضعفنا للناس في أحيان كثيرة بحجة قسوة الطبيعة والحياة الإجتماعية، لكني اليوم أعترف أن تجربة الحجر كانت واحدة من أصعب التحديات النفسية التي واجهتها منذ فترة ليست بالقصيرة.
جاري المحجور في أحدى الغرف المجاورة لم يستطع تمالك نفسه فكان يشرح لرجل الأمن حالته النفسية بصوت عالي. أخرجت رأسي من الباب وإذا بي أرى رؤوس أخرى من الغرف الأخرى تشاهد الموقف. رجعت وحمدت الله على نعمة تمالك الأعصاب.
أشكر كل من تواصل معي، أو ارسل أو طلب أكل للفندق من أصدقائي في مسقط. مساعدتكم لها أثر كبير عليّ. رسالتي للي في بيوتهم إذا تعرفون أي أحد راجع من الخارج وهو في الحجر، اتصلوا فيه، خذوا رقم غرفته وأرسلوا لهم أكل، أو أي شي. الحجر ما فترة سهلة.