- صاحب المنشور: راوية الحسني
ملخص النقاش:
تُعدُّ الجوامع العلمية أحد أهم الأدوات التي تُمكّن البشر من تراكم وتنظيم المعلومات عبر العصور. هذه الأعمال الاستثنائية تجمع معرفة واسعة ومتنوعة حول موضوع معين، غالبًا بتنسيقات منظمة ومفهرسة لإمكانية الرجوع إليها واستخدامها بكفاءة. لكن بينما نحتفل بالتأثير الدائم للتقاليد العلمية القديمة - مثل الإنجازات الغنية للعلماء المسلمين الذين طوّروا جوامع علمية رائدة - نشهد أيضًا عصرًا جديدًا يتسم بالابتكارات الرقمية والمعرفية المتسارعة. هذا التحول الحالي يفتح أبواب فرص جديدة وأساليب مبتكرة للحفاظ على المعرفة وتعزيز تطورها فيما بعد.
في ظل الأيام الخوالي، كانت الكتب التقليدية هي الوسيلة الأساسية لنقل المعارف؛ حيث قام علماء كبار مثل الرازي والفارابي والبغدادي ببناء أعمال ضخمة جمعت التعلم القديم وعززت منه بإضافة מחקריםهم الخاصة ورؤاهم الفلسفية الجديدة. وقد تميزت تلك المؤلفات بتعدد فصولها الواضحة وكثرة فقراتها المنظمة بعناية، مما سهّل الوصول إلى المعلومة المرغوبة بسرعة ودقة. إلا أنه رغم كل ذلك، فقد واجه استخدامها تحديات عدة منها محدودية الانتشار بسبب تكلفة الطبع والنشر المرتفعة آنذاك، بالإضافة لصعوبات تخزين وتحويل نسخ متعددة لمثل هكذا كتباً ثقيلة الوزن.
ومع دخول العالم الحديث مرحلة الثورة الرقمية، ظهرت وسائل رقمية حديثة لحفظ وجمع المعارف بطرق أكثر مرونة وفاعلية مقارنة بالأسلوب الورقي التقليدي. فأصبحت الآن القواعد البيانات الضخمة والمكتبات الإلكترونية توفر مساحة افتراضية شاسعة لاحتضان كم هائل غير محدد مسبقا للمعلومات، وبالتالي توسيع آفاق البحث والاستقصاء بلا حدود تقريبية جغرافية أو زمنية. كما أتاحت شبكة الانترنت إمكانيه تبادل الأفكار وإجراء نقاشات مفتوحة حول مختلف الموضوعات العلمية والثقافية بسرعه رهيبة وغير مسبوقه سابقا आन्देरأيضا ظهور البرامج الحاسوبية الذكية والتي تعمل باستخدام خوارزميات تعليم الآلة المدربة سابقاً بأمثلة بيانات متنوعه مما يساعد المستخدمين باسترجاع معلومات مطلوبة بناء علي طلب بحث دقيق وصريح .
بالإضافة لما تقدم ذكره أعلاه بشأن ثوره الاتصالات الحديثة ، تشمل تطورات أخرى مهما نتجت عنها تكنولوجيآت الطباعة الثلاثيّة اﻷبعاد والتكنولوجيا الواقع المعزز تحت عنوان "الإنتروبي" والذي يشجع مستخدمو التطبيق الخاص بذلك لإنشاء بيئة تعلم تفاعليه ثلاثيّه الأبعاد تغرس احساس المشاهده الحيى داخل عقول منتظريتها أثناء قرائتهم لأنواع مختلفة من المحتوي التعليمي سواء كان نصوص مكتوبه ام فيديوهات مصوره أم رسومات متحركه اخرى مما يساهم بجذب انتباه المستقبل لفترة اطوال اطول نسبيا بالمقارنة بنظام القراءة التقليدى المعتمد منذ قرون مضت قبل بروز عالم الإنترنت . أيضا إلي جانب عوامل جاذبيه اضافيه تتمظهر بشكل ألعاب ذهنى شيقه تحرض المتعلم اثنائها نحو استنتاج حقائق منطيقيه مبنية اساسا علي فهم عميقي للسياق العام المُحيط بموضوع دراسته الحالي وكذلك القدرَه علي توليف المسائل الفرعية لاحقا لاحداث تركيبة كامله متماسكه ذات معنى شامل وفائدة كبيره للعضو نفسه ولمجتمعه المحلي والعالمي كذلك نظراً لقيمة الشمول وجودته العالية!
ومن الجدير بالذكر هنا انه وخلال جميع عمليات التحسين والتحديث المستمرة لمنهج التدريس الجامعي مثلاً –كالذي يحدث حالياً ضمن جامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي– فإن عملية إعادة النظر في دور كتب الدراسات القديمة مقابل دعوة للاستفادة القصوى مميزات البرمجيات الحديثة ستكون أمر ملح ضروري لتحقيق توازن فعال يؤكد أثارة تقديرا واحتراماً قدريه التاريخ وثراء موروثاته الثقافيه وهويتها المعرفية الأصيلة ثم مواصلة العمل بها بصورة ديناميكية تتواءم تمام