في رسالته "البشارة العظمى للمؤمن بأن حظه من النار الحمى"، يذكر ابن رجب الحنبلي رحمه الله أن النبي ﷺ جعل من لا تصيبه الحمى والصداع من أهل النار، مما يجعلهما من علامات أهل النار. ويستدل على ذلك بما رواه الإمام أحمد في "المسند" وغيره عن أبي هريرة ﵁، حيث سأل النبي ﷺ أعرابيًا عن الحمى والصداع، وعندما نفى الأعرابي معرفته بهما، قال النبي ﷺ: "من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا".
وقد صحح الحاكم هذا الحديث، ووافقه الذهبي، وقال الشيخ الألباني رحمه الله أن إسناده حسن. ويؤكد ابن حبان أن هذا الحديث هو إخبار عن شيء، مرادها الزجر عن الركون إلى ذلك الشيء، وقلة الصبر على ضده، حيث جعل الله العلل في هذه الدنيا سبب تكفير الخطايا عن المسلمين.
وبالتالي، يمكن القول إن صداع الرأس ليس بالضرورة علامة على إيمان الشخص أو دخوله الجنة، بل هو أحد الأمراض التي قد تكون سبباً في تكفير الخطايا. ومع ذلك، فإن عدم تعرض الشخص لهذه الأمراض لا يعني بالضرورة أنه من أهل النار، بل يجب النظر إلى سائر أعماله وأحواله.