- صاحب المنشور: أريج الريفي
ملخص النقاش:تطرح قضية الاستدامة نفسها كأولوية عالمية ملحة تتطلب جهودًا شاملة ومتعددة الأوجه للتصدي للتحديات البيئية التي نواجهها. وفي هذا السياق، يبرز التعليم باعتباره الرافعة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمعات قادرة على التعامل مع القضايا البيئية المعقدة.
يبدأ الأمر بفهم عميق للاستدامة كأساس لتوجيه الفكر التربوي نحو طرق تعليم جديدة تدعم تطور الأفراد الذين يتمتعون بالوعي بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية وتجنب الإضرار بها. إن دمج المفاهيم والممارسات المتعلقة بالبيئة والاستدامة منذ سن مبكرة أمر ضروري لتربية جيلاً قادرًا على اتخاذ قرارات مستنيرة تساهم في تحقيق مستقبل أفضل.
الأهداف التعليمية
- تعزيز الثقافة العامة حول موضوع الاستدامة: يتيح ذلك للمتعلمين فهم العلاقة بين الإنسان والطبيعة وأثر تصرفاته اليومية عليها.
- دعم المهارات التطبيقية العملية: يشمل تشجيع البحث العلمي التجريبي والفعاليات العملية التي تسمح بتطوير قدرة الطلاب على حل المشكلات المرتبطة بالقضايا البيئية واتخاذ إجراءات فعالة لحماية المحيط.
- تنمية روح المسؤولية الاجتماعية: يحفز تبني قيم مثل الكرم، الصداقة، والتسامح لدى الشباب لمواجهة تحديات بيئية مشتركة وتعزيز الانتماء المجتمعي والحفاظ عليه.
التعليم بمناهج حديثة
لتحقيق هذه الأهداف، يجب إعادة النظر في المناهج الدراسية التقليدية وإدخال مواد دراسية جديدة تقدم منظور مختلف للأمور. ويمكن للشراكات بين المؤسسات الأكاديمية والأكاديميين المحليين والدوليين المساعدة في تصميم برامج تربوية متخصصة تستند إلى آخر الدراسات والابتكارات العالمية في مجالات علوم الأرض والصحة العامة والتكنولوجيا الخضراء وغيرها.
الدور الريادي للمدارس والجامعات
تلعب المدارس دورًا رئيسيًا كمصدر رئيسي فيما يتعلق بالتثقيف المبكر وصقل مهارات الأطفال وتمكينهم لاتخاذ خيارات مسؤولة تجاه العالم الذي يعيشون فيه. كما يمكن للحكومات دعم الجهود عبر وضع سياسات تساعد في تنفيذ مقررات دراسية موحدة تضمن تناغم المحتوى التعليمي وتكامله طيلة مراحل التعليم المختلفة.
الانخراط المجتمعي والشراكات
لا ينحصر تأثير عملية التعليم على داخل حدود الفصل الدراسي؛ إذ يعد الانخراط المجتمعي جزءًا مهمًا منها أيضًا حيث تعمل الشركات الخاصة والمؤسسات الحكومية الخيرية بالشراكة لإحداث تحولات طويلة المدى. ومن خلال رعاية مشاريع بيئية محلية وجماعية بالإضافة لنشر حملات تثقيف عامة ومبادرات تطوعية مكملة للعلم الرسمي.
بشكل عام، فإن اندماج مفاهيم الاستدامة ضمن منظومةنا التعليمية هو مفتاح لبناء شعوب ذات فهوم عالية لما يلزم القيام به لحفظ موارد كوكبنا وضمان بقاء الحياة البرّية والبحرية وخلق نظام حياة متجدّد لأجيال