تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم: فرص وتحديات جديدة

استثمر قطاع التعليم بشغف كبير في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال العقد الماضي بسبب القدرات التحويلية التي قد يحققها. هذه التقنية توفر حلولاً مبتكرة ي

  • صاحب المنشور: توفيقة العماري

    ملخص النقاش:
    استثمر قطاع التعليم بشغف كبير في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال العقد الماضي بسبب القدرات التحويلية التي قد يحققها. هذه التقنية توفر حلولاً مبتكرة يمكن أن تغير الطريقة التي يتم بها توصيل المواد الأكاديمية وكيف يتفاعل الطلاب مع المعرفة. تتجلى الفرص الرئيسية للذكاء الاصطناعي في التعليم عبر تمكين التعلم الشخصي والتقييم المستند إلى البيانات والأدوات التعاونية الجديدة. ولكن هذا الاندماج الجديد يأتي أيضاً بمجموعة خاصة من التحديات المتعلقة بالخصوصية وأخلاقيات استعمال البيانات والمساواة الرقمية بين جميع الفئات السكانية.

أولاً، يوفر استخدام الذكاء الاصطناعي فرصة فريدة لإنشاء بيئة تعليمية شخصية أكثر تلبية للاحتياجات الفردية لكل طالب. بفضل أدوات مثل نظام إدارة التعلم القائم على الذكاء الاصطناعي، يستطيع المعلّمون فهم الأنماط الخاصة بكل طالب فيما يتعلق بمعدلات التعلم وقوة نقاط ضعفهم. بناءً على تلك المعلومات, يمكن تصميم مواد دراسية مصممة خصيصًا لتزويد كل طالب بمستوى مناسب من الدعم والموارد اللازمة لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم الأكاديمية. بالإضافة إلى ذلك، تساعد الروبوتات المحادثة المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والمعروفة باسم tutorbots، طلاب المدارس الثانوية والجامعات الذين يسعون للحصول على مزيدٍ من المساعدة خارج ساعات الدراسة الرسمية. تقدم TutorBots إلهام وقت الاستجابة غير المقيدة لحلول المشكلات الشائعة وتحليل المواضيع الصعبة بطرق تناسب نمط تعلم مختلف.

بالإضافة لذلك، يساعد تحليل البيانات الذي تدعمه خوارزميات الذكاء الاصطناعي المصممين والمدرسين على تحديد مجالات لتحسين فعاليات البرامج التدريسية الحالية. ويمكن لهذه المنظومات أيضا مراقبة مستوى تركيز الطلبة أثناء جلسات الفصل ومشاركتهم الإيجابية للتواصل مباشرة مع المعلمين حول مواضع الضعف أو عدم الشعور بالإنجاز. وبذلك تستهدف طرق العلاج التربوية حسب حالات التشخيص المبكر للمشكلات المحتمل حدوثها داخل العملية التعليمية نفسها مما يعزز تجربة التعلم الجماعية ويحسن مدى فعاليته الكلية.

في حين تعد هذه الأدوات مثيرة للإعجاب حقا فإن تكامل الذكاء الاصطناعي داخل النظام التعليمي ينبغي النظر إليه بعناية كونه ذو جوانب مختلفة ومتنوعة تتطلب اهتمام خاص منها الجانب الأخلاقي والقانوني والإنساني. فمثلاً هناك مخاوف بشأن خصوصية البيانات حيث يقوم العديد من منتجي تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي بالحفاظ على كميات ضخمة من معلومات المستخدم لأجل أغراض البحث والتدريب مستقبليا. وبالتالي فقد يشعر البعض بعدم الراحة حيال مشاركة بيانات حساسة تتعلق بالأداء الأكاديمية الشخصية عبر الإنترنت خشية سوء استخدامها لغرض آخر تماما عدا الخدمة الأساسية التي تشترط عليها وهي طلب مساعدة أكاديمية إلكترونيّة. كذلك الأمر بالنسبة لمجال العدالة الرقمية فالبعض ربما يفوت عليه جزء مهم جدًا وغير متاح منه جراء افتقاره للجهد المادي المناسب للسعي نحو تطوير مهاراته ببرنامج قائم علي أساس رقمي ذاتي التخصيص والاستقلالية. وهذه تحديات كبيرة تحتاج الي توازن ملحوظ ومتساوي الحقوق لكل أبناء المجتمع بغض النظرعن خلفياتهم


هناء اليحياوي

8 مدونة المشاركات

التعليقات