على الرغم من عدم توثيق العديد من الأمثلة التاريخية حيث يهب النبي محمد صلى الله عليه وسلم أحد زوجاته هبةً، إلا أن هديته الشريفة تشدد على أهمية حسن المعاملة والإحسان تجاه الزوجات وفقاً للشريعة الإسلامية. يُعتبر التعامل الطيب معهن جزءاً أساسياً من إيمان المسلم ورقي خلقه.
يشجع الحديث النبوي الثابت في "الأدب المفرد" والتواصل بين أبي هريرة والنبي الكريم على التبادلات الودية داخل الأسرة: "تهادو تتحابوا". تعكس هذه التعليمات القيمة العالية للتقدير المتبادل والشعور الدافئ الذي يمكن أن يؤديه الدعم المادي والعاطفي بين أفراد عائلة واحدة. ومن الجدير بالذكر هنا أن الزوجة غالبًا ما تعتبر إحدى الأفراد الأكثر استحقاقا لهذه الهبات بناءً على علاقتها الخاصة وسلوكياتها الأخلاقية تجاه الآخرين.
بالإضافة لذلك، أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على دور الزوج كمقدم الرعاية الأساسي خلال سؤاله حول حقوق المرأة فقال لعبد الرحمن بن حسان: "أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسبت"، مما يشمل تقديم الملابس المناسبة والملائمة للاحتياجات المالية للمرأة. وبالتالي فإن مساهمته المالية لها ليست فقط ضرورية لتلبية الاحتياجات البدائية ولكن ايضا لإظهار الحب والحنان، وهو ما يعد حقا لها وليس مجرد واجبا ماديا محضا.
وفي الآية القرآنية المذكورة في سورة النساء 19، يعطي القرآن توجيهات واضحة للعلاقات الزوجية بأن يكون هناك احترام متبادل وتعامل بالحسنى ("وعاشروهن بالعشرة الحسنة"). وهذا يعني خلق بيئة مليئة بالتسامح والدفء بدلاً من الخلاف والصراع. وفي السياق نفسه، ذكر Ibn Kathir أن رسالة "أن تعدلوا" تأتي جنباً إلى جنب مع توصيف النبي بأنه أفضل شخص بالنسبة لأسرته، وأن حسن معاملتهم كان واحداً من صفاته الرائعة أثناء حياته.
بشكل عام، بينما لم يكن هناك الكثير من الأمثلة الشهيرة لسدادات الزوجات بشكل رسمي خلال فترة الصحوة الإسلامية الأولى، فإن الأدلة المستمدة من أحاديث النبي وأوامره بتقديم الطعام والكساء بالإضافة إلى دعوات العدالة والمعاملة الحسنة تؤكد على مكانة مهمة للأمر الذي يبدو غير مستخدم عمليا بكثافة ولكنه يستند إلى أسس ثابتة ومتينة للحياة الاجتماعية الفاضلة المؤمنة.