الكبت النفسي هو آلية دفاع نفسية يلجأ إليها الفرد للتقليل من الشعور بالتوتر والخوف الناجمين عن الصدمات أو التجارب المؤلمة. هناك عدة أنواع من الكبت التي يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة العقلية إذا لم تعالج بشكل مناسب. دعونا نستعرض بعض هذه الأنواع لفهم تأثيرها بشكل أدقّ.
الكبت اللاواعي:
يعد هذا النوع الأكثر شيوعاً من الكبت، حيث يتم طرد المشاعر والأفكار السلبية إلى اللاشعور لتجنب التعامل مع الضغط النفسي الحالي. رغم أنه قد يخفف من التوتر مؤقتاً، فإن الاكتظاظ الداخلي لهذه المشاعر غير المعالجة يؤدي غالبًا إلى ظهور مشاكل صحية عقلية أخرى مثل القلق والاكتئاب واضطرابات الهلع.
كبت الإحساس:
يتضمن ذلك عدم القدرة على تجربة مشاعر معينة بسبب خوف الشخص من ضعف الذات أو الاستجابة للمشاعر. الأشخاص الذين يكتمون إحساسهم غالباً ما يعانون من عزلة عاطفية وصعوبات في بناء العلاقات الصحية، مما يزيد من فرص تعرضهم للأمراض النفسية كالاضطراب النفسي الثنائي القطب ومرض الوسواس القهري.
الكبت الدفاعي:
في هذا النوع، يستخدم الأفراد وسائل بديلة لمعالجة المشاعر المكبوتة بطريقة مضللة. على سبيل المثال، ربما يدفع شخص لديه شعور مكبوت بالإهمال نفسه للتعلق الزائد بالعمل لإثبات قيمته أمام الآخرين. بينما يبدو الأمر وكأن الأمر تحت السيطرة، فإن الضغط المستمر والمشاعر الغير منظمة يمكن أن تؤدي إلى استنزاف الطاقة والإرهاق العقلي.
التأثير السلبي لكبت المشاعر:
يمكن أن تتسبب الآليات الدفاعية المتعلقة بكبت المشاعر في مجموعة متنوعة من آثار طويلة الأمد والسلبية على الصحة العامة. تشمل الأمثلة الشائعة ما يلي:
الاكتئاب*: نتيجة للشعور الدائم بالحزن وبقاء تلك المشاعر مخنوقة داخل الذات.
الحالات الجسدية: عندما يُدفن الألم الوجداني لفترة طويلة، قد تظهر معه اضطرابات جسمانية مختلفة كتلك المرتبطة بارتفاع ضغط الدم وضيق التنفس وغيرهما.
العلاقات المضطربة*: تكمن صعوبة التواصل فيما يحدث عند وجود حاجز بين الانفعال والكلام؛ فالذي يكتم انفعاله سيجد صعوبة بالتعبير عنه حتى لأحبائه مما ينتج عنه سوء فهم وتوترات مستمرة بالمحيط الاجتماعي.
الإدمان: فرار البعض تجاه إدمان المخدرات والكحول هرباً مما يشعرون به داخلهم لكن بلا حل حقيقي لما هم فيه بل زاد الطين بلة!
تذكر دائماً إن طلب المساعدة ليس دليلاً على الضعف ولكن دليل قوة وإصرار نحو الحياة الأفضل والصحة والعافية الداخلية.!