- صاحب المنشور: المختار بن الأزرق
ملخص النقاش:
في الإسلام، يُعتبر كيان الفرد جزءًا مُقدسًا ومُحصّنًا بالعديد من الحقوق والمبادئ الرئيسية. فالحياة الإنسانية تُقيّم عاليًا وتتمتع بمكانة سامية؛ حيث يذكر القرآن الكريم "ولم تقتل نفساً إلا بإذن الله" [البقرة:284]. هذا التركيز على قيمة الحياة يدعم كل الحقوق المرتبطة بها مثل الحرية الشخصية والإسلام يحترم ويضمن هذه الحقوق ضمن حدود الشريعة الإسلامية.
تتجلَّى حرِّيَّة الأفراد في عدة جوانب مختلفة ضمن نظام التشريع الديني للإسلام. تبدأ الحرية الشخصية بحق الاختيار الذي يؤكد عليه الدين الإسلامي منذ الولادة. يمكن للمرء اختيار دينه بحرية كاملة وبغير أي تهديد أو مساومة. كما تضمن الشريعة أيضًا حق التعليم والحصول على المعرفة بجميع أشكالها، وهو ما يتضح جليًا عند النظر إلى تاريخ المؤسسات العلمية العديدة التي قام بها المسلمون خلال العصور الوسطى.
بالإضافة لذلك فإن حقوق الملكية الخاصة محمية أيضًا داخل المجتمع الإسلامي وفق القانون الشرعي. لكل فرد الحق المطلق في ممتلكاته بشرط عدم استخدام تلك الأموال لأغراض غير قانونية حسب التعاليم الإسلامية. كذلك فإن حرية التعبير أمر مهم جدا في الثقافة الإسلامية طالما أنها تحترم الأعراف والقوانين المتعارف عليها دينيا واجتماعيا. ولكن هناك خطوط حمراء لحماية العقائد والمفاهيم الأساسية للدين والتي تعتبر مقدسة ولا يجوز الإساءة لها بأي شكل كان.
ومن ناحية أخرى، تحدد بعض القواعد الاجتماعية والمعايير الأخلاقية الحد الأقصى للحقوق الفردية لضمان الوحدة والتوازن الاجتماعي العام. مثلا، يشجع الإسلام الزواج باعتباره طريقة مشروعة لإشباع الرغبات الجنسية مما يخفض حدوث الانحراف الجنسي خارج نطاق الزوجية والذي قد يلحق ضرراً بالأخلاق العامة للمجتمع. لهذا السبب يتم حظر العلاقات الجنسية قبل أو خارج إطار الزواج حتى بين البالغين الراشدين الذين لديهم القدر الأكبر للتحكم بنفسهم.
لذا، يبدو واضحا أنه بينما يسمح الإسلام بحرية واسعة للأفراد بما يتوافق مع تعاليمه، فهو أيضا ينظم هذه الحريات للحفاظ على النظام والأخلاق العامة للمجتمع المسلم. وهذا النهج يعكس توازن متوازن بين متطلبات النفس البشرية ومتطلبات المجتمع والدولة كمؤسسة اجتماعية أكبر بكثير وأوسع تأثيرات.