• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  لقد شهدت السنوات الأخيرة تحولات كبيرة على مستوى العالم نحو زيادة اعتماد الدول والمجتمعات على التقنيات الرقمية والتكنولوجيا الحديثة. هذا المسار الذي يُعرف بالتحول الرقمي لم يكن بعيدا عن الوطن العربي، حيث شرعت العديد من البلدان فيه لبناء اقتصاد رقمي قادر على مواكبة العصر والتنافس عالمياً. ولكن رغم الجهود المبذولة، يواجه هذا الانتقال مجموعة من التحديات والمعوقات التي تعيق تقدمه وتقيّد فرص تحقيق نمو اقتصادي حقيقي مستدام. سنستعرض هنا بعض هذه العقبات الرئيسية والاقتراحات المحتملة للتغلب عليها.

أولى المشاكل تواجهها معظم دول المنطقة هي البنية الأساسية الضعيفة للإنترنت، والتي تتسم بانخفاض سرعة الاتصال وانعدام تغطيتها في مناطق عديدة. تُعتبر شبكات الإنترنت واسعة النطاق ضرورية لتشغيل الخدمات الرقمية بكفاءة، مثل التعليم الإلكتروني وأنظمة الحكومة الذكية والخدمات المصرفية الرقمية وغيرها الكثير. تفتقر غالبية الأسر ذات الدخل المنخفض إلى الوصول إلى اتصال إنترنت مناسب بسبب ارتفاع تكاليف الرسوم الشهرية وعدم وجود سياسات تشجع الشركات الخاصة على الاستثمار في توسيع نطاق خدماتها خارج المناطق الحضرية المكتظة بالسكان. بالإضافة لذلك، فإن عدم جاهزية القوانين المحلية بما يتماشى مع متطلبات البيئة الرقمية الجديدة يؤدي أيضاً لعدم ثقة المستخدمين والأعمال التجارية بالحوسبة السحابية والحلول الآمنة الأخرى المتاحة عبر الشبكة العالمية.

ثانياً، تلعب ثقافة المجتمع دور كبير فيما يتعلق باحتضان فكرة التحول الرقمي عموماً وبالتالي قبول فوائده عوضاً مجرد النظر لها كتهديد لأسلوب حياة تقليدي قديم يعيشونه منذ سنوات طويلة مرارا وتكرارا . هناك تخوف لدى البعض من فقدان الوظائف نتيجة الاعتماد الكبير على الروبوتات والإجراءات الآلية مما ينجم عنه بطالة وعزل اجتماعي للمُوظفين السابقين الذين كانوا يعملون يدويًا سابقاً وهم الآن غير مؤهلّين لإدارة أعمالهم بأنفسهم بعد تعلم مهارات جديدة مطلوبة لسوق عمل حديث ومتطور باستمرار . كما يشعر آخرون بخوف بشأن خصوصيتهم وقد يكون لديهم شكوك حول القدرة الفعلية للدولة على ضمان حقوق المواطنين واحتقار أي انتهاكات محتملة لهم أثناء استخدام بيانات شخصية أثناء التعامل مع الحكومات رقميّا وتحليل تلك البيانات دون إذن صريح منهم وهو أمر حيوي لحماية مصالح الأفراد وحفظ معلومات شخصيّة حساسة منها .

وفي الجانب الأخير، يعد تطوير القدرات البشرية أمرٌ أساسي لوأد مخاطر نقص العمالة المؤهلة لاحقا حين يتم تطبيق آليات رقميا كاملة للحكومات والاقتصادات المختلفة وهذا يعني حاجتنا ملحة لصقل المهارات لدى الأشخاص الحاليين سواء كانوا طلاب جامعات أو موظفي شركات خاصة ومؤسسات عامة وذلك بتوفير دورات تدريبية مكثفة تؤهلهم لاستخدام الأدوات الحديثة كالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء Blockchain وغيرها كثير حتى يتمتع هؤلاء بخبرة عملية مناسبة تساعد مجتمع الأعمال ويعزز تنافسه محليا وعربيا وعالميا أيضا .

وعلى الرغم من كل الصعوبات أعلاه ، تبقى الفرصة أمام وطننا العربي سانحة لتحقيق تقدم علمي وهندسي هائل يستطيع رفعه لعالم أفضل ترتبط ارتباط وثيق بإصلاحاته الداخلية أولويات طموحه الخارجية ايضا ! فالالتزام الثابت باتخاذ خطوات جريئه نحو مجابهة كافة المعوقات آنفة ذكر يمكن تحقيق نتائج مذهله تصبح مثال يحتدى به للاستقرار السياسي واستعادة مكانتنا الريادية بين الأمم قائدا للمراحل القادمه بحكمة ورؤية واضحة المدى تسمو بمستقبل جيوشنا الجديد الشرعية بأمانٍ وأملٍ أكبر لينعموا جميعا برعاية حضارية شاملة شامخه!