من المهم جدًا فهم السياق الذي ورد فيه الحديث النبوي الشريف "إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله"، والذي رواه مسلم وابن حجر رحمهما الله. هذا الحديث يشير إلى دعم جبرائيل - روح القدس - لحسان بن ثابت رضي الله عنه عندما شعر بحاجة للدفاع عن الإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم ضد خصومه.
ومع ذلك، يجب توخي الحذر عند تطبيق هذه الكلمات على المسلم الحديث اليوم. بينما كانت رسالة الوحي من خلال جبرائيل موجهة بشكل خاص إلى حسان رضي الله عنه، فإننا كمؤمنين معاصرين لسنا مؤهلين للحصول على مثل هذا التواصل الخاص والمباشر مع الملائكة. يقول الله عز وجل في القرآن الكريم: "قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون." (الأعراف: ٣٣)
هذه الآية تؤكد أهمية عدم الإدلاء بتصريحات حول الأمور الغيبية بدون معرفة شرعية ودقيقة. لذلك، رغم تقديسنا واحترامنا لجبرائيل وغيره من الملائكة، ليس لنا حق التأكيد بأن أي منهم سيقدم الدعم المباشر للمسلمين الحاليين كما حدث مع حسان رضي الله عنه. يمكننا طلب العون والدلالة الروحية من خلال الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى فقط.
في الأخير، دعونا نتذكر دائمًا ضرورة الاحتفاظ بالإسلام بطريقة متوافقة مع التعاليم الصحيحة ومعايير الحكمة التي رسمها لنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم.