- صاحب المنشور: يونس الدين القرشي
ملخص النقاش:
أصبح الجدل الدائر بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات على سوق العمل موضوعًا رئيسيًا في المناقشات الاقتصادية العالمية. مع التقدم التكنولوجي المتسارع، يُطرح تساؤل مهم: هل ستحل الروبوتات محل الوظائف البشرية أم أنها ستخلق فرص عمل جديدة؟ هذا الموضوع ليس مجرد نقاش نظرى وإنما له تداعيات عملية كبيرة تتعلق بمستقبل القوى العاملة وتوزيع الثروة والأثر الاجتماعي الأوسع نطاقًا.
في حين يرى البعض أن الآلات يمكنها القيام بمهام محددة بكفاءة أكبر وأسرع من البشر – مثل العمليات الصناعية والتجارب المعملية والخدمات اللوغاريتمية – هناك جهات أخرى تشدد على أهمية القدرات والإبداعات الفريدة التي يتمتع بها الإنسان والتي يصعب تقليدها أو استنساخها رقميًا. تسلط هذه وجهات النظر الضوء على الحاجة إلى إعادة هيكلة سوق العمل لتتوافق مع متطلباتها الجديدة، مما يتضمن تطوير مهارات جديدة للعمال وتعزيز التعليم المهني ومراجعة السياسات الحكومية لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية والاستقرار.
من ناحية اقتصادية، أدى انتشار الذكاء الاصطناعي بالفعل إلى تحول بعض القطاعات نحو أعلى مستويات الإنتاجية والكفاءة. وبينما قد يؤدي ذلك إلى خفض عدد العاملين في وظائف محددة، إلا أنه خلق أيضًا طلبًا جديدًا لخبراء البرمجيات وهندسة البيانات والعلوم الرقمية الأخرى. علاوة على ذلك، فإن العديد من الشركات الناشئة تعتمد حاليا اعتماداً كبيراً على حلول الذكاء الاصطناعي للاستفادة منها في أعمالهم والحصول على حصة السوق قبل منافسيها التقليديين الذين لم يستثمروا بعد بنفس القدر في هذه التكنولوجيا.
إلا أن المخاطر المحتملة لهذا التحول تكنولوجي واضحة أيضا. فعندما تستطيع الآلات تأدية المزيد والمزيد من الأعمال بدعم من الخوارزميات المدربة جيدًا، فقد يقل الطلب العالمي على العمالة اليدوية والمهنية ذات مستوى دخول أقل مقارنة بتلك المرتبطة بالابتكار وإدارة المشاريع واتخاذ القرار الاستراتيجي عالي المستوى وغيرها الكثير والتي تتطلب تفكيرًا نقديًا وفريدًا لا يمكن تعلمه إلا عبر تجارب الحياة العملية الغنية بالتفاعلات الإنسانية والتواصل الثقافي بين الأفراد المختلفين ذوي خلفيات مختلفة ومتنوعة ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وما إلى ذلك... وهذا يعني تحولات واسعة النطاق داخل المجتمع نفسه حيث سيحتاج الجميع وليس فئات خاصة منهم فقط للتكيف مع بيئات عمل جديدة تمامًا ربما تكون مختلفة جذريا عمّا ألفوه سابقاً!
ومن وجهة نظر أخلاقية كذلك؛ طرح البعض مخاوف حول "حقوق" الروبوتات نفسها كونها مساهم فعال ضمن مجموعة منتجة ويجب التعامل مع قائماته المصرفية الخاصة وكيف سيتعامل العالم الجديد الذي طوره بشرياً لكنه يديره آليا جزئیا بحسب مصالح تلك الكائنات الإلكترونية الفيزيائية جميعَها ولَمَّا كانت لديها أي مشاعر بشرية ولم يكن بإمكانها الشعور بالألم أو الفرح كما نفعل نحن humans!!! لذلك فإن وضع حدود واضح لهذه الأمور أمر حيوي خاصة خلال الفترة المقبلة وهو جزء أساسى لما سنتحدث عنه لاحقا تحت بند : التحديات القانونية والفلسفية الواجب مواجه