يُشدد العديدون على أن المذهب الحنبلي معروف بتسييسه الواضح عند التعامل مع الأدلة الحديثية، مما يؤدي إلى تبني عدد كبير من الأحاديث التي تعتبر ضعيفة. ولكن هل هذه الادعاءات دقيقة؟ وفقاً لأصول المذهب الحنبلي، هناك خمسة عناصر أساسية لاستخراج الأحكام: النصوص الدينية من القرآن الكريم والسنة المطهرة، فتاوى الصحابة رضوان الله عليهم، تصحيح الروايات بناءً على مدى توافقها مع القرآن والسنة، استعمال المراسيل والأحاديث الضعيفة (بدون اعتبار تلك المصنفة بأنها باطلة أو مشكوك فيها)، وأخيراً استخدام القياس.
في الواقع، ليس الحنبلي الوحيد بين المدارس الفقهية الإسلامية الذي يستخدم هذه الطرق. فعلى سبيل المثال، اعتمد الإمام أبو حنيفة على أحاديث قد تبدو ضعيفة لمنظوره الخاص, بالإضافة إلى موقف مشابه لدى الإمام الشافعي ومالك للأحاديث الضعيفة وغير المتواترة. بالتالي، يمكننا القول بثقة أن وصف المذهب الحنبلي بأنه "متساهل جداً" فيما يتعلق بالأحاديث الضعيفة هو تعميم غير دقيق ومتسرع. كل مدرسة فقهية لديها أسلوبها الخاص والمعتدل في فهم وتطبيق الأدلة الشرعية.