يعد اضطراب الشخصية الحدية حالة نفسية معقدة تؤثر بشكل كبير على حياة الفرد اليومية وعلاقاته الاجتماعية. يتميز هذا الاضطراب بمجموعة من المشاعر الصعبة والتغيرات السريعة في العواطف، بالإضافة إلى ضعف العلاقات الشخصية وانخفاض احترام الذات. سنستعرض هنا تعريفاً شاملاً لاضطراب الشخصية الحدية، وأسبابه المحتملة، والأعراض الرئيسية التي يمكن ملاحظتها، وكيف يمكن التعامل معه ومعالجته.
تُعرّف منظمة الصحة العالمية (WHO) اضطراب الشخصية الحدية بأنه "نمط مستمر ومتشكل منذ البلوغ المبكر من المعاملة غير المناسبة للذات والعلاقات والمشاعر". يُظهر الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب تقلبات عاطفية حادة وسلوكيات انتحارية متكررة وضعف الاستقرار الذاتي. قد يشمل ذلك مشاكل مثل نوبات الغضب وردود الأفعال العنيفة تجاه المواقف الحياتية اليومية، مما يؤدي غالباً إلى تأثيرات سلبية كبيرة على حياتهم الشخصية والمهنية.
فيما يلي بعض الأعراض الشائعة المرتبطة باضطراب الشخصية الحدية:
- التقلب الشديد للعواطف: يميل الأشخاص المصابون بهذا النوع من الإضطرابات إلى تجربة تغيرات مفاجئة وصعبة في الحالة النفسية؛ فقد تشعر بالسعادة الزائدة ثم بالحزن المكتئب بدون سبب واضح خلال فترة قصيرة نسبياً.
- الشعور بعدم الثبات الهوي: يشعر هؤلاء الأشخاص بصعوبة تحديد هويتهم الخاصة وقد ينسحبون اجتماعياً نتيجة لذلك.
- النزاعات المتكررة ومشاكل العلاقات: نظرًا لقلة القدرة على ضبط النفس والدافع نحو التصرف بطريقة مدمرة أثناء الانفعالات القوية، فإن الأفراد المصابين بإضطراب الشخصيه الحدوديه يغالبونهم الخلافات والمناوشات الدائمة مع الآخرين.
- السلوك الانتحاري: يعد التفكير في إيذاء النفس محاولة فعلية لإحداث ضرر ذاتي إحدى أكثر سمات إضطراب الشخصية حدية شيوعا والتي تستدعي تدخلا طبيا فوريا لمنع تفاقم الوضع سوءً ووصوله للجروح المؤلمة والمعاقة صحيا ونفسيا.
- تعاطي المواد الضارة: يلجأ البعض لوسائل خارجية لمقاومة الاحباط الداخلي كالاستخدام المدمن للمواد المخدرّة وغيرها كمحاولات عبثيه للترويح عن نفسيتهم المضغوطة بالاصل بسبب طريقة توظيف ذواتاتهم لهذه الظروف الخارجيه.
بالنسبة لعلاجه فهو أمر ممكن للغاية رغم كون مساره الطويل يحتاج لتحمل جهود طويلة ومتواصلة ولكن ليس إلا بإرشاد متخصص مؤهل بشكل عميق لفهم طبيعية ودوافع هذه النمطية المرضية وتقديم توصيات العلاج الأنسب لكل حالة منها سواء كانت علاج نفسي فردي وجلساتها المنتظمة أم دوائر مضادات الاكتئاب الحديثة أثبت فعاليتها بتقليل شدة الاعرض ويجب التأكد دائماً عدم تناول هذه الأدوية إلّا تحت اشراف مباشر لأخصائي الطب النفسي المختص لتجنب الوقوع بحالات إدمانية جديدة .
تشير الدراسات الأخيرة بأن نسبة انتشار مرض اضطراب الشخصية حدوديه تبلغ حوالي ٢٪ بين عامة المجتمع ومن بين النساء اكثر منهم لدى الرجال بنسبة ١٧٪ مقابل ٥٪ فقط ، وبالتالي فإنه مرض منتشر ولكنه قابلٌ للاستشفاء تماما إذا تم اكتشاف مرحلته الأولى واستهدفته مبكراً عبر طرائق علاجي فعاله تساعد في إعادة بناء هياكة شخصية مطمئنة مستقره ذات قيم متعلقه بالنفس واحترامها داخل اطار مجتمعي صحي أيضا.