- صاحب المنشور: عزة بن مبارك
ملخص النقاش:في العقود الأخيرة، شهد العالم تطورًا مذهلاً في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) أدى إلى تحولات جذرية في مختلف القطاعات مثل الرعاية الصحية والتعليم وأمن المعلومات وكذلك وسائل الترفيه. ولكن هذا التقدم المتسارع يُطرح معه مجموعة جديدة تماماً من القضايا والأخلاق التي تحتاج إلى دراسة متأنّية. إنّ فهم تأثير الذكاء الاصطناعي على مجتمعاتنا اليوم أمر بالغ الأهميّة لتحديد مستقبلنا المشترك.
تُعتبر الشفافية إحدى أكبر التحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. فكيف يمكن للمستخدمين الثقة بنظام اتخذ قرارا لم يسبق لهم معرفته أو فهمه؟ بالإضافة لذلك، فإن مسألة المساءلة تعتبر مهمة أيضا؛ فعند حدوث خلل أو خطأ في نظام ذكي، من هو المسؤول عنه وكيف سيتم التعامل مع هذه الحالة؟
كما تساهم الآثار الاقتصادية للذكاء الاصطناعي بشكل كبير في نقاشاته الأخلاقية أيضًا. فمع زيادة اعتماد العديد من الوظائف على الروبوتات والأتمتة المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يبدو المستقبل غير المؤكد محتمل حيث قد يفقد العمال البشر فرص عملهم نتيجة لهذا التحول التقني الجذري.
الثقافة والمعايير الإنسانية
يتعين علينا النظر كذلك فيما إذا كان الذكاء الاصطناعي قادر حقاً على تعزيز الثقافة والقيم الإنسانية أم أنه سيؤول بها نحو عالم افتراضي بارد وميكانيكي يخلو مما جعل الحياة ذات قيمة. فهل سنفقد بعد ذلك القدرة على التواصل الصادق والعلاقات الاجتماعية الحقيقية بسبب الاعتماد الزائد على الروبوتات الداعمة للذاكرة والأدوات المعرفية الأخرى؟ وهل ستكون لدينا رؤية واضحة حول دور الدين والإيمان مقابل العلم والتقدم التكنولوجي?
الحلول والمستقبل المحتمل
رغم وجود مخاطر واستحقاقات عديدة مرتبطة باستعمال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إلا أنها توفر فرصة عظيمة لتحسين نوعية حياتنا بمختلف المجالات. ومن أجل تحقيق هذا المزيج الناجح بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على جوهر كوننا بشر، يتطلب الأمر نهجا شاملا يعكس أهمية وضع قوانين أخلاقية واستخدام تقنيات وتطبيقات قائمة على المنطق وليس الربح التجاري فقط.
بوسع الحكومات والجهات المعنية تطوير لوائح وقوانين تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تحترم حقوق الإنسان وتعزز العدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية. وبناء مجتمع مبني على الفضيلة والكرم والسلوك الأخلاقي الذي يحترم كيان كل فرد بغض النظر عن خلفيته او جنسه او عرقه يستوجب اهتمامنا جميعا حاليا وإلى مدى بعيد.