• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  تُعدّ ثورة الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أكثر التحولات التكنولوجية تأثيرًا في عصرنا الحالي، حيث تتسارع وتيرتها وتتزايد أهميتها يوماً بعد يوم. وعلى الرغم من الفوائد الواضحة التي يجلبها هذا الابتكار المتطور إلى مختلف القطاعات والمجالات، إلا أنه يُثار جدل متجدد حول مدى تأثيراته المحتملة الضارة أو المفيدة لسوق العمل العالمي. هدفت هذه الدراسة تحليل التأثيرات قصيرة وطويلة الأجل لازدياد اعتماد المؤسسات والشركات على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك لتحديد اتجاهات المستقبل واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن السياسات العامة والأنظمة التعليمية اللازمة للتخفيف من آثار الانتقال نحو اقتصاد رقمي قائم أساساً على الآلات المدعومة ببرامج ذكية متقدمة.

في البداية، يكمن جوهر الحجة الداعية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في زيادة الكفاءة والإنتاجية عبر توفير حلول تلقائية لمهام محددة كانت مخصصة سابقاً للقوى العاملة البشرية. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي انتشار الروبوتات المصممة خصيصاً لأتمتة عمليات التصنيع إلى خفض تكاليف الإنتاج وخفض معدلات البطالة المرتبطة بهذه الصناعة التقليدية. وبالمثل، يمكن استخدام بوتات الدردشة القائمة على التعلم العميق لتحسين خدمات العملاء ردا على الاستفسارات الشائعة، مما يوفر الوقت والمتاعب للموظفين المكلفين بتقديم تلك الخدمات. بالإضافة إلى ذلك، يستطيع الذكاء الاصطناعي مساعدة خبراء الرعاية الصحية في التشخيص المبكر للأمراض وتحليل البيانات الطبية، ممّا يساهم في تقديم رعاية صحية أفضل وأقل تكلُفة مقارنة بالوسائل اليدوية القديمة.

مع ذلك، فإن لهذا الاعتماد الكبير على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي جوانبا مثيرة للقلق أيضاً. فوفقاً لدراسة نشرتها شركة PwC عام 2018، فإن حوالي 38% من الوظائف الحالية معرضة للاحتلال جزئياً أو كلياً بواسطة آلات مدعومة ببرمجيات الذكاء الاصطناعي بحلول العام ٢٠٣٠. ويتوقع المحللون فقدان وظائف ذات مهارات أقل مثل موظفو خدمة العملاء ومراقبو الجودة في مصانع التجميع وغيرهم ممن يقومون بمهام روتينية قابلة للتعميم. وقد تشمل الخسائر أيضًا بعض المجالات المعرفية كالكتابة الصحفية والتدوين القانوني والتي تستطيع حاليا نماذج اللغة الطبيعية توليد محتواها بسرعة ودقة عالية. لكن العديد من خبراء الأعمال والحكومات يدحضون هذه المخاوف بشدة مستشهدين بنماذج تاريخية لما حدث أثناء الثورات الصناعية السابقة وكيف أدى الزخم الجديد الناجم عنها لإنشاء فرص عمل جديدة غير موجودة سابقا تماما.

وفي حين يتفق جميع المعنيين عموما بأن الذكاء الاصطناعي سيؤثر بلا شك على مستويات توظيف معينة، تبقى وجهة النظر القائلة بأنه سيضع حدا مطلقاً لنقص المهارات لدى الأفراد محل نزاع. فالواقع اليوم هو وجود فجوة واسعة بين عدد الوظائف الشاغرة المؤهلة وما يسميه البعض "الدخل المنخفض" والفئات السكانية المهم