• صاحب المنشور: رتاج بن يوسف
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهد العالم تغييرات جذرية بسبب التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي (AI). هذه التقنية المتقدمة أثرت بشكل كبير على مختلف القطاعات الاقتصادية، ولا سيما سوق العمل. تتوقع العديد من الدراسات أن الذكاء الاصطناعي سوف يؤدي إلى تحولات كبيرة في المهارات المطلوبة، وإنشاء وظائف جديدة وتآكل أخرى موجودة حاليا. هذا التحول يتطلب إعادة تقييم كيفية تدريب الناس وإعدادهم لسوق عمل مستقبلي يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا.

تعمل الذكاء الاصطناعي بطرق مختلفة تؤثر بها على الوظائف: الأتمتة هي إحدى أهمها. يمكن لهذه الآلات التي تم برمجتها بالذكاء الاصطناعي أداء أعمال روتينية وأعمال متكررة بسرعة ودقة أكبر بكثير مما يستطيع البشر القيام به. مثل العمليات المصرفية والمبيعات عبر الهاتف الدعم الفني وغيرها الكثير. ولكن بينما يتم استبدال بعض الوظائف الروتينية بالأدوات المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فإنه يخلق أيضا فرص عمل جديدة. حيث سيتعين التركيز أكثر على تطوير مهارات بشرية فريدة مثل الإبداع، حل المشكلات المعقدة، التواصل الإنساني العميق والإدارة الاستراتيجية - جميع تلك المجالات يصعب تعويض الإنسان عنها حتى الآن.

وبالرغم من ذلك، فإن الانتقال نحو مستقبل يقوده الذكاء الاصطناعي ليس بدون تحديات. أحد القضايا الرئيسية هو عدم المساواة المحتملة بين الطبقات الاجتماعية المختلفة مقارنة بقدرتهم على الوصول لموارد ومعدلات تعلم تكنولوجيات الرقمية الحديثة. كما يوجد قلق بشأن التأثير النفسي الاجتماعي لتغير عدد هائل من الأعمال التقليدية مع ظهور ذكاء اصطناعي قادر على أدائها بكفاءة عالية وبشكل مكثف خلال ساعات طويلة بلا راحة أو ملل .

وفي نهاية المطاف، يتضح بأن دور الحكومات والجهات التعليمية والأوساط الصناعية سيكون حيويًا لخلق سياسات داعمة تساعد الأفراد والشركات على مواجهة المخاطر والاستفادة القصوى من الفرص الجديدة التي سيولدها عصر الذكاء الاصطناعي الجديد. إنها مرحلة تحتاج التأهب والحكمة لاتخاذ قرارات مدروسة للحفاظ على توازن اجتماعي واقتصادي واستدامته للأجيال المقبلة.