الدين والعلم: تواصل أم تصادم؟

مع تقدُّم العصر الحديث وتطور المعارف العلمية المتسارعة، برزت تساؤلات حول علاقة الدين والعلم. هل هما متوافقان ومتداخلان بطبيعتهما، أو يقف كل منهما على

  • صاحب المنشور: كشاف الأخبار

    ملخص النقاش:
    مع تقدُّم العصر الحديث وتطور المعارف العلمية المتسارعة، برزت تساؤلات حول علاقة الدين والعلم. هل هما متوافقان ومتداخلان بطبيعتهما، أو يقف كل منهما على طرفي نقيض؟ هذا نقاش فلسفي عميق له جذور تاريخية تمتد عبر قرون عدة، حيث شهدنا فترات ازدهار ثقافي وفكري عندما كان علماء الإسلام هم رواد النهضة العلمية في العالم القديم. لكن مع مرور الزمن، ظهر نزاع بين البعض بأن العلم يناقض تعاليم الدين وأنه تهديد لها. سنستعرض هنا وجهتي النظر الرئيسيتين لهذا الجدل وكيف يمكن حل هذه المشكلة الظاهرة.

الدمج والتكامل

غالباً ما يرى المسلمون التقليديون والعلماء الاجتهادييون أنّ الدين والعلم ليسا متعارضان فحسب بل مكملان لبعضهما البعض. فهم يؤكدون على أهمية الاستفادة من الأدوات العلمية لفهم خلق الله ودلائل قدرته بشكل أفضل مما يعزز إيمان الشخص بالله سبحانه وتعالى. في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تشجيع واضح على طلب العلم والمعرفة ("وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا"). العديد من كبار العلماء المسلمين مثل ابن سينا وابن الهيثم والفارابي قد قدموا إسهامات كبيرة في مجالات الطب والفلسفة وعلم الفلك وغيرها أثناء استمداداتهم الروحية والدينية. إن الجمع بين المنطق الصارم للعقل والدليل التجريبي للتوصل إلى الحقائق مع التسامي الأخلاقي للتعاطف الإنساني الذي يشجع عليه دين الإسلام -كل ذلك يساهم بتعزيز جوهر التنوير الحقيقي.

الخلاف والتباعد

على الجانب الآخر من الطيف نجد بعض المفكرين الذين يحذرون من مخاطر شيوع الأفكار التي تحجب دور العقيدة كمصدر أعلى للحقيقة المطلقّة والتي هي ثابتة ولا تتغير بينما جميع الاكتشافات علمياً غالب الاحيان عرضة للتغيير المستمر . هؤلاء الأشخاص قد يتصورون وجود تضارب محتمل بين القضايا الفلسفية الكبرى كالوجود والموت والخير والشر ذات الجوانب المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأديان وبين نظريات جديدة ناشئة مستندة أساساً على أدلة موضوعية جمعها الباحثون باستخدام الأساليب البحثية المقننة سواء كانت تجريبية أو غير ذلك مما قد يمس بحرمة نصوص دينية تعتبر مقدسة عند المؤمنين بها . ولكن يجب الانتباه لأمر مهم وهو أنه حتى لو افترضنا وجود تناقضات ظاهرة فقد يستطيع المرء تفسير تلك النظريات بموجب منظور مختلف تمام الاختلاف دون الإخلال بأصول اعتقاداته الأساسية طالما تمسك بفروض مؤمنة بها أصلاً ولم يدّعي مطلقاً معرفة حق اليقين فيما هو خارج نطاق مجال اختصاص تخصصه . لذلك فإن التعامل الأكاديمي المحترم لكلتا المجاليْن بعيد المدى عنه أي نوع من أنواع التشنج بشأن مسألة المقدسات وخارج حدود احترام النفسانية الخاصة بكل فرد تقوده نحو طريق الهداية والرشاد بإذنه تعالى.

وفي النهاية يبقى الاتفاق قائماً برغم اختلافي وجهات نظر المواقع المختلفة ضمن هذيه الرؤيتين الأساسيتين؛ فالالتزام بالقراءة الناقدة والاستقصائية للموضوعات المتنوعة سيضمن ذلل ق


إخلاص بن المامون

9 مدونة المشاركات

التعليقات