- صاحب المنشور: عروسي القرشي
ملخص النقاش:
مع تزايد اعتماد التكنولوجيا والرقمنة في مختلف القطاعات الصناعية، باتت علاقة القوى بين الشركة والموظفين تتغير. يعتبر "التحول الرقمي" أحد أكثر المصطلحات شيوعاً اليوم، وهو يشير إلى عملية تحويل العمليات الأساسية للشركة باستخدام تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وأتمتة الأعمال وغيرها. ولكن هذا الانتقال ليس بدون قضايا هامة تحتاج للنظر إليها بعناية خاصة فيما يتعلق بالتوازن الوظيفي للموظفين.
فهم التأثير على التوازن الوظيفي قبل وأثناء وبعد التحول الرقمي
أثناء هذه الفترة الانتقالية، قد يعاني العديد من الموظفين من اختلال توازنهم المهني بسبب عدة عوامل مرتبطة بالتحول الرقمي. بعض هذه العوامل تشمل زيادة ساعات العمل نتيجة لتوقعات أعلى لإتقان الأدوات الجديدة، إضافة إلى الضغوط النفسية المرتبطة بإمكانية فقدان وظائف بسبب الروبوتات والأدوات الآلية المتنامية. كما يمكن أن يؤدي عدم وجود سياسات واضحة لدعم التدريب والتطور المستمر لمواءمة مهارات الموظف مع سوق العمل الجديد إلى شعور بالعجز والإرهاق.
بالإضافة لذلك، فإن التغطية الزائدة عن اللزوم لوسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالشركة أو استخدام التقنية ذاتها خارج ساعات العمل الرسمي قد تساهم أيضًا في خلق أجواء غير صحية تؤثر سلبًا على الحياة الشخصية للموظف ويؤدي ذلك غالبًا لفقدان الشعور بالتوازن الذي يسعى إليه كل موظف لتحسين أدائه والحفاظ عليه داخل بيئة عمل صحية ومستدامة .
استراتيجيات الحماية وضمان التوازن الوظيفي خلال رحلة التحول الرقمي
إحدى الاستراتيجيات الرئيسية لحماية حقوق الموظفين أثناء عمليات التحول هي وضع سياسات واضحة وحدود زمنية مرنة لاستخدام الوسائط الاجتماعية والتواصل الإلكتروني بعد انتهاء يوم العمل الرسمى وذلك بهدف تحديد وقت الراحة والاستجمام لكل شخص ضمن فريق المشروع الواحد ، وفي نفس الوقت يجب التنويه هنا أنه ينبغى تدريب فرق العمل تدريباً جيداً حول كيفية التعامل الفعال مع تلك البرامج وكيف يحصل المستخدم منها على المعلومات والمعارف اللازمة لأداء مهامه المختلفة ثم كيف يقوم بتحديد حدوده الشخصية وماهي الأمور التي تستحق اهتمامه ومتابعتها أم أنها مجرد معلومات عابرة لن تضيف شيئا جديدا لأدائه المهنى .
كما تعد السياسة المناسبة للتدريب والتطوير تحدياً كبيراً إذْ إنَّ نجاح أي مؤسسة يكمن أساساً فى قدرتها على منح فرصة متساوية لكل عضو بها بالحصول علي العلم والمعرفة الحديثة ومن ثَمَّ تطويعها وفق احتياجات السوق الحاليّة بالإضافة أيضاً الي تهيئة الفرصة لهم للحفاظ علي مستويات عالية من الإنتاجية والكفاءة طوال فترة عملهم بأعمال مختلفة داخل المؤسسات العاملة بنظام العمل الهجين والذي يتم فيه مزج ثقافة مكان العمل التقليدية بطرق إدارة شئون الاعمال عبر الانترنيت مما يسمح للأفراد بممارسه نشاطهم بغض النظرعن موقعهم الجغرافى وبالتالي تحقيق التعاون المثالي بين جميع الأطراف المعنية بهذا النوع الخاص بحفظ التوازن المنشود لدى الجميع بلا استثناء .
أخيرا وليس آخرا فان رضا وتحفيز الأفراد يعد عاملا حاسما لنجاح اي مشروع سواء كان رقمي ام يدوي فهو المحرك الرئيسي لكافه أشكال مساله الابداع والإبتكار بالمكان العام نظرا لما تجلبه له