• صاحب المنشور: عبد الودود المهيري
  
  ملخص النقاش:
  في ظل التحديات البيئية العالمية المتزايدة مثل تغير المناخ والتلوث وخسارة التنوع الحيوي، يبرز دور ديننا الحنيف كأداة قوية للتوعية والحفاظ على بيئتنا. الإسلام يعزز منذ قرون أهمية رعاية الأرض وإدارتها بحكمة، حيث يؤكد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على ضرورة حماية الموارد الطبيعية واستخدامها المسؤول.

يذكر الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف الآية رقم 129 "وما جعل عليكم في الدين من حرج". هذه الآية تسلط الضوء على الرحمة والإرشاد وليس القسوة أو التعسف في تنظيم العلاقة بين الإنسان والمخلوقات الأخرى والأرض. بالإضافة إلى ذلك، يشجع النبي محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين على رعايتهم للأرض والحيوانات التي يعيشون معها.

من الأمثلة البارزة لهذا النهج المسلم في الرعاية البيئية قصة سيدنا نوح عليه السلام عندما أعطى تعليمات واضحة لأطفاله ورعيته حول كيفية بناء سفينة لتوفير ملجأ للحيوانات خلال الطوفان العالمي. هذا الحدث القديم دليل حي على حرصه الدائم على حياة جميع الكائنات غير البشرية.

بالإضافة لذلك، ينصح الفقه الإسلامي بتجنب الهدر والتدمير غير الضروري للموارد. يقول الحديث النبوي الذي رواه أبو هريرة رضوان الله عليه "لا تقطعوا الشجر إلا حاجة"، مما يدل على تقديس الحياة البرية وتأكيد حق النباتات في الوجود أيضاً. كما يحرم الدين الأضرار بكرة الأرض بكل أشكالها سواء كانت برية أم بحرية أم جوية.

اليوم، نواجه تحديات مستمرة تتطلب جهوداً مشتركة للحفاظ على نطاق واسع ومتعدد الأوجه لموارد العالم. نحن مطالبون بإعادة النظر في أنماط حياتنا الاستهلاكية والإنتاجية بطريقة أكثر مراعاة للبيئة. إن اتباع تعاليم الإسلام يمكن أن يكون بمثابة دافع قوي لتحقيق العدالة البيئية والعيش بأسلوب أخلاقي مستدام.

---

(ملاحظة: يتم احترام حدود الأحرف ولكن قد تحتاج إلى تحسين التنسيق حسب متطلباتك الخاصة).