الحمد لله رب العالمين. عندما يحلف المسلم على أمر ما، سواء كان ذلك القيام بعمل معين أو الامتناع عنه، وفقًا للمذهب المالكي الذي اتبعناه هنا، إذا حنث الشخص بالحلف، يجب عليه أداء كفارة مرتين. وذلك استنادًا إلى رأي الفقه المالكي حيث يقول "الخَرْشي"، فيما نقلته في كتابه 'الشرح'، إن من يحلف على عمل معين ويقسم بأنّه لن يخون اليمين ثم خان بالفعل، يكون ملزمًا بكفاريتين. الكفارة الأولى بسبب مخالفة اليمين الأساسية والثانية due to swearing not to break an oath and then breaking it.
ومع ذلك، هناك بعض الاستثناءات. إذا حلف الشخص مرة أخرى قائلاً إنه لن يخون هذه اليمين الثانية، فلن تكون هنالك حاجة لكفارة إضافية بحسب هذا المنوال; لأنّ اليمين الثانية تعتبر تأكيدًا للسابقة ولا تنطبق تحت تعريف تكرار اللعنات التي تحمل عقوبات متعددة حسب التعريف التقليدي.
أما بالنسبة لأهل الحديث، فقد أكدوا أيضًا أنه إذا أقسم شخص عدة أقسام مختلفة قبل التوبة، مثل قوله "والله لن آكل ولن أشرب ولن ألبس"، فهنا يكفي كفارة واحدة فقط نظرًا لتجانس العقوبة الواحدة نتيجة لهذه الأقوال المتنوعة والتي يمكن اعتبارها نوع واحد من العهد المكسور بدلاً من مجموعة عهود فردية مستقلّة.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّ أهل السنة والجماعة لديهم وجهة نظر مشابهة تقترح أنها حالة فريدة تستحق نفس القدر من العقوبة بغض النظر عن عدد مرّات الطلب. ومع ذلك، بناءً على الرأي الأكثر حرصًا والذي يأخذ في الاعتبار جميع الآراء المتاحة داخل فرع مختلف من المذهب الإسلامي الرئيسي، قد يُفضل أداء اثنتين من الكفارات للتأكد بشكل كامل من تحقيق الرضا الديني.
وفي نهاية الأمر، تجدر الإشارة إلى رفض الدين الإسلامي الزائد في حجم الوعود والعطاءات لأنه محفوف بالمخاطر ويمكن اعتباره سلوك سلبي وغير مرغوب فيه وفقاً لتعليم القرآن الكريم نفسه ("ولا تطع كل هام مَهین").
وختاماً نسأل الله المغفرة وأن يعلمنا الخير دائما.