خيانة الذكرى: كيف يمكن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إعادة تشكيل العلاقات الشخصية

في عصر يعج بتطور التكنولوجيا الرقمية بوتيرة غير مسبوقة، تصبح حقيقة ظهور تقنيات مثل الذكاء الصناعي أكثر تواترًا وانتشارًا. هذه التقنية الثورية التي تمت

  • صاحب المنشور: عبد الواحد بن عزوز

    ملخص النقاش:
    في عصر يعج بتطور التكنولوجيا الرقمية بوتيرة غير مسبوقة، تصبح حقيقة ظهور تقنيات مثل الذكاء الصناعي أكثر تواترًا وانتشارًا. هذه التقنية الثورية التي تمتلك القدرة على تحسين كفاءتنا وتبسيط حياتنا اليومية تبدو وكأنها قد تتعدى حدود ذلك لتصبح جزءاً لا يتجزأ من علاقاتنا الإنسانية أيضًا. لكن هذا الانصهار بين الإنسان والتكنولوجيا يثير مجموعة معقدة من الأسئلة الأخلاقية والاجتماعية حول مستقبل الذاكرة المشتركة والاستمرارية العاطفية للعلاقات.

تتيح لنا أدوات الذكاء الصناعي حاليًا الاحتفاظ بسجل لأحداث الحياة والجوانب المتعلقة بالعلاقة بطريقة لم تكن ممكنة سابقًا. من خلال الرسائل الإلكترونية المحفوظة إلى الصور والفيديوهات ومقاطع الصوت المسجلة، نحن نحتفظ بمذكرات رقميّة غنية بالمعلومات وذات حجم هائل. ولكن هل يمكن لهذه البيانات الضخمة أن تستبدل ذكرياتنا الحقيقية والمباشرة؟ أو ربما تعمل كمصدر مرجعي تكميلي يبقي ذكرى تلك اللحظات العزيزة حية حتى بعد مرور الوقت؟

إن الكيفية التي يستخدم بها الأفراد بياناتهم الخاصة - سواء كانت متعلقة بخبرتهم الفردية أو روابطهم الاجتماعية - تعتبر حيويّة في فهم مدى تأثير الذكاء الصناعي على العلاقات الإنسانية. بالنسبة للبعض، قد يوفر الوصول الدائم للمكتبة الرقمية للشخص شعورًا بالحماية والأمان؛ ضمان بأن الأوقات الجيدة لن تُنسى ولن تضيع بغض النظر عن الظروف. بينما يشعر آخرون بالقلق بشأن فقدان الأصالة والفريدة الذاتية للأحداث عندما يتم التقاط كل شيء وتحليله وإعادة إنتاجه بواسطة خوارزميات الذكاء الصناعي.

ومن الأمثلة الواقعية لهذا التحول المحتمل مشهد الزواج حيث يحاول بعض الأشخاص استخدام خدمات تقديم زهور عبر الإنترنت بناءً على نمط ورد الزوج السابق بناءً على بيانات تاريخ التسوق لديه بحسب موقع Reddit . وهذه الطريقة تعكس كيفية اعتناق البعض فكرة جمع المعلومات ثم الاستخدام الإستراتيجي لها لإعادة إنشاء تجارب شخصية رغم عدم وجود الشريك نفسه جسديا.

لكن هناك وجه مخيف محتمل أيضا وهو أنه إذا أصبح بإمكان الخوارزميات محاكاة الشخص الآخر بدرجة عالية من الوضوح والدقة، فقد يعني ذلك الانتقال نحو عالم متعدد الأبعاد تكون فيه التجارب "الحقيقية" مطالبة بالمنافسة ضد نسخ رقمية مدربة جيدا تمكنها من التعامل مع حالات مختلفة ومتطلبات فردية دقيقة مما يؤدي تدريجياً لفقدانه قيمته وصوابه مقارنة بالنسخ الرخيصة والمتاحة دوماً والتي تقدّم دفعة واحدة للمستخدم بدون أي ضرر معنوي أو جسدي كما يحدث عند اختبار مشاعره تجاه شخص فعلاً يعيش ويعاني ويتفاعل ويتغير باستمرار نتيجة لذلك الاختبار العملي المرتبط بهؤلاء البشر الذين يدخلون مجال الحب والعشق مثلا وليس مجرد نسخة مزيفة قابلة للتغيير حسب ر


صباح القبائلي

7 مدونة المشاركات

التعليقات