- صاحب المنشور: فتحي الدين اليحياوي
ملخص النقاش:
مع تطور العالم الحديث وتزايد دور التكنولوجيا فيه، أصبح لهذه الأدوات الجديدة العديد من التأثيرات المختلفة على كافة جوانب الحياة اليومية، بما في ذلك العلاقة داخل الأسرة. يمكن النظر إلى هذه التأثيرات من زاويتين رئيسيتين: الإيجابيات والسلبيات التي تعكسها التقنيات المتقدمة.
من الجانب الإيجابي، توفر وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الرقمية غير محدود من الفرص لتوسيع شبكات الدعم الاجتماعي والتواصل مع الأقارب والعائلة الذين يعيشون بعيدا عن المنزل. فهي تسمح بإقامة روابط قوية عبر المسافات الطويلة ومن ثم تقليل الشعور بالضياع والشوق بين أفراد الأسرة الواحدة. كما أنها أدوات مفيدة للغاية لأغراض التعليم والإرشاد؛ حيث يمكنك مشاركة المعلومات والمعرفة بأريحية أكثر مقارنة بوسائل اتصال قديمة مثل الرسائل المكتوبة أو المكالمات الهاتفية المحلية القصيرة.
بينما هناك جانب مظلم أيضا لهذا الموضوع. فالتعرض الزائد للتقنية قد يؤدي بسهولة إلى انخفاض جودة وقت الجلوس المشترك كعائلة حول طاولة واحدة أثناء تناول الطعام أو خلال لحظات الراحة والاسترخاء الأخرى. هذا الأمر يقلل بالفعل فرص بناء حوار مفتوح وصريح حول القضايا المهمة ويضعف الروابط العاطفية الحقيقية بين الأفراد. بالإضافة لذلك فإن بعض المحتويات المنتشرة حالياً تحمل رسائل غير مناسبة للعائلات ذات الثقافات الإسلامية والتي تتطلب الاهتمام بها وعرضها بطريقة تضمن عدم تأثير تلك الرسائل الضارة عليهم وعلى ثقافتهم وأسس دينهم الصحيحة.
وفي النهاية، يتوقف الوزن الأكبر للتأثير الفعلي للجهاز الإلكتروني على كيفية إدارة استخدامنا له وما إذا كانت لدينا عادات صحية ومتوازنة تشجع الاستخدام المفيد والملائم لمنتجات تكنولوجيا الحديثة ضمن بيئة منزلية متماسكة تجمع بين عناصر المحافظة والتقدم المستنير.