• صاحب المنشور: ناصر المقراني
  
  ملخص النقاش:
  

  تشكل العلاقة بين الوظيفة والمسؤوليات الشخصية موضوعًا حيويًّا يشغل بال العديد من الأفراد حول العالم. يُعرف هذا الموضوع باقتصاد التوازن أو الـ"work-life balance"، وهو مصطلح يعكس الرغبة في تحقيق توازن عادل يضمن للموظفين القدرة على تلبية احتياجاتهم المهنية والشخصية معًا بطريقة مستدامة وشاملة.
  
  

يعاني الكثير من الأشخاص اليوم بسبب عبء ساعات العمل الطويلة والتدخل المستمر للعمل خارج نطاق الوقت الرسمي، مما يؤدي إلى اختلالٍ واضحٍ في التوازن الضروري لحياة صحية ومُرضية. تُظهر الأبحاث الحديثة آثاراً ملحوظة لهذه الاختلالات؛ حيث يرتبط نقص التوازن بين العمل والحياة بتزايد حالات الإجهاد النفسي والأمراض البدنية وانخفاض إنتاجيّة الموظفين واتجاهات هجرتهم نحو فرص عمل أخرى توفر مزيدًا من الدعم لهم ولأسرهم.

لكي يتمكن المرء من الحفاظ على التوازن الصحي بين عمله وحياة شخصيته، فإنه يتطلب منه اتخاذ عدة خطوات استراتيجية مُستندة إلى فهم متعمق لاحتياجات كل جانب. تبدأ هذه الخطوات بحماية حدود الفرد وضمان عدم اختراقها بشكلٍ غير مقبول، بالإضافة لإدارة وقت أفضل وإعطاء الأولوية لمهام العمل التي تتسم بأقصى درجات الاستعجال والإلحاح.

تتضمن بعض الأساليب العملية لتسهيل الوصول لهذا التوازن ما يلي:

1. وضع الحدود واضحة: تحديد ساعات محددة لكل نشاط سواء كانت مرتبطة بالمهام المهنية أم تلك المتعلقة بالحياة الشخصية والعائلية.
   
2. التخطيط الجيد وإدارة الوقت بكفاءة: استخدام الأدوات المناسبة مثل التقاويم الإلكترونية وبرامج إدارة المشاريع لمساعدة الفرد على تنظيم يومه واستثمار وقته بفعالية أكبر.
   
3. العمل المنزلي الذكي: جعل مكان العمل المنزل مناسب ومتوافق مع أداء المهام بفعالية ويسمح للعامل بالعيش حياة شخصية سعيدة أيضًا داخل هذا المكان نفسه.
   
4. إشراك الشريك/الأطفال/الأهل: تشجيع أفراد الأسرة الآخرين على مساندة جهودك للحفاظ على نظرتكم المشتركة بشأن أهمية الصحة النفسية والجسدية لكافة الأعضاء ضمن بيئة منزلية داعمة.
   
5. تعزيز الروتين الصحى: النوم الكافي والممارسة المنتظمة لنشاط رياضي منتظم وتناول غذاء متنوع مغذي تلعب جميعها دوراً أساسياً فى تعزيز الراحة والاسترخاء بعد انتهاء فترة العمل الرسمية.