الخصية الهاربة، والتي تُعرف أيضاً بالكريبتورتشيد، هي حالة صحية تتعلق بنمو الخصيتين لدى الأطفال حديثي الولادة أو الصغار. هذه الحالة تحدث عندما لا تنزل إحدى الخصيتين أو كليهما إلى كيس الصفن بشكل طبيعي أثناء النمو داخل الرحم. يمكن لهذه المشكلة الصحية أن تؤثر سلباً على خصوبة الرجل مستقبلاً إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح وفي الوقت المناسب.
في معظم الحالات، تبدأ الخصيات في النزول من البطن نحو كيس الصفن حوالي الشهر السابع من الحمل. ومع ذلك، فإن البعض قد لا ينزل تماما قبل ولادة الطفل. هذا لا يشكل عادة قلق كبير لأنه غالبًا ما يحدث نزوله خلال الأشهر الأولى بعد الميلاد. ولكن، إذا لم تكن هناك علامات واضحة للنقل بحلول سن ستة أشهر، فقد يحتاج الطبيب إلى التدخل الجراحي لتعزيز الانتقال.
الأسباب الدقيقة لكريبتورتشيد غير معروفة بشكل كامل حتى الآن. بعض العلماء يقترحون أنها قد ترجع إلى خلل جيني أو نقص هرموني يؤدي إلى عدم عمل قناة قناة دينفرس التي تعمل عادة كممر للأوعية الدموية والأعصاب بين تجويف البطن وكيس الصفن. بالإضافة إلى ذلك، قد تلعب البيئة الداخلية للمرأة دور أيضا حيث تشير الدراسات إلى زيادة خطر الإصابة بهذا المرض عند تعرض الأم للتدخين أو مواد سامة أخرى أثناء الحمل.
من المهم جداً التشخيص والعلاج المبكر لتجنب المضاعفات المحتملة مثل انخفاض الرغبة الجنسية، ضعف القدرة على الإنجاب، وزيادة احتمالية سرطان الخصية لاحقاً في الحياة. العلاج الأولي يعتمد أساساً على العمر والحالة العامة للطفل. بالنسبة للأطفال الذين لم يتم بلوغ العام الأول لديهم فرصة أكبر بكثير لاستعادة الوظائف الطبيعية بدون تدخل جراحي بمجرد ضغط روتيني على المنطقة المصابة. بينما بالنسبة لأولئك الأكبر سناً أو أولئك الذين يعانون من كريبتورتشيد ثانوي (بعد وجود الخصية في مكانها الطبيعي ثم انتقلت مرة أخرى)، فإن العملية الجراحية ضرورية لإعادة الوضع الطبيعي وتوفير رعاية مثالية للخصيتي.
وفي النهاية، رغم كون كريبتورتشيد مشكلة صحية شائعة نسبياً -حوالي واحد من كل خمسين مولود ذكر يعاني منها- إلا أنه قابل للعلاج ويجب اتخاذ خطوات فورية للحفاظ على الصحة المستقبلية للصبي.
