- صاحب المنشور: زهور بن شماس
ملخص النقاش:
يشكل الفن التشكيلي مجالًا واسعًا ومتنوعًا داخل المجتمع الإسلامي حيث توجد وجهات نظر مختلفة حول مدى توافقه مع القيم والمبادئ الإسلامية. يعكس هذا الجدل التفاعل المستمر بين الثقافة الدينية والتقاليد الفنية الحديثة. في حين يرى بعض المؤمنين الإسلاميين أن جميع الصور تمثل احتكارا لله ولذا فهي محرمة بالكامل بناء على آيات قرآنية مثل "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" (سورة المائدة، الآية 73)، يجادل آخرون بأن الفن التشكيلي يمكن أن يحقق تكريمًا للخالق دون المساس بتعاليم الدين.
تبدأ الخلافات أساساً من اختلاف التأويل وتطبيق فهم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. يشير البعض إلى الحديث الذي يقول "إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم خلقًا"، مما قد يُفسَّر على أنه تشجيع لإنتاج أعمال فنية تعبر عن الأخلاق الحسنة التي هي جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية. ومع ذلك، يؤكد المعارضون لهذه الرؤية على حظر تصوير الكائنات البشرية أو الحيوانية أو النباتية كما هو موضَح في عدد من الأحاديث ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "لعن الله الواشمة والمستوشمة".
بالإضافة لذلك، هناك جدال بشأن الهدف والأثر الفني. يدافع مؤيدو قبول الفن التشكيلي بأنه ذو دور هام في نقل الرسائل الروحية والعاطفية للمشاهد المتوسط، بل ويعتبرونه وسيلة للتعبير الذاتي والإبداع الشخصي - وهو أمر مطلوب ومحفز حسب العديد من المدارس التربوية والثقافية الإسلامية. بينما يناقض هؤلاء منتقدو الفن التشكيلي معتقدين أن التركيز الأساسي يجب ان يبقى عند تقديم العبادات والمعارف الإلهية أكثر منه البحث عن جماليات فنية تخديرية.
في النهاية، يبدو أن الأمر ليس مسألة سواء كان الفن التشكيلي مباح أم مكروه هندسياً ولكن قضية تتعلق بطريقة الاستخدام والتفسير. إنه دعوة مفتوحة للحوار المستدام بين أهل العلم والفنانين لبناء جسور تفاهم أفضل وتعزيز احترام الاختلاف ضمن السياقات الثقافية والدينية المتنوعة لمجتمع اليوم العالمي.