- صاحب المنشور: وئام بن داود
ملخص النقاش:
تشكل المنظومة التعليمية الإسلامية تحدياً فريداً حيث تهدف إلى تحقيق توازن دقيق بين تعزيز المعرفة العلمية والتكنولوجية الحديثة مع الحفاظ على القيم والمبادئ الدينية. هذا التناغم ضروري لضمان المساهمة الفعالة للمجتمعات المسلمة في تطوير المجتمع العالمي وخدمته وفقا لأفكار وأخلاقيات الشريعة الإسلامية.
تؤكد الأحاديث النبوية الكريمة على أهمية التعلم والمعرفة؛ فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" (رواه ابن ماجه). كما ذكر الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "العلم خير من المال، فهو باق ويتجدد، بينما المال يزول ويضيع". هذه الروايات تؤكد قيمة التعلم باعتباره جزءاً أساسياً من حياة المؤمن المسلم.
مع ذلك، فإن تطبيق هذه الوعود يتطلب دراسة حذرة لتحديد المجالات العلمية التي تتوافق مع مبادئ الإسلام والتي يمكن أن تتماشى معها دون تضارب. فعلى سبيل المثال، قد يشكل استخدام التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وجينوم البشر بعض المخاطر الأخلاقية والدينية إذا لم يتم توجيهها بعناية واستخدامها بحكمة وبغرض نبيل. لذلك، يجب وضع ضوابط أخلاقية وإرشادية تحدد كيفية ومجالات استخدام تلك التقنيات حتى تكون متوافقة مع الشريعة الإسلامية.
في الجامعات ذات الغالبية المسلمة، غالباً ما يُولي الطلاب اهتماماً خاصاً بمختلف فروع الدراسات الإسلامية، مثل العقيدة والفقه وتفسير القرآن الكريم والسيرة النبوية وغيرها الكثير. ولكن هناك أيضا طلب كبير ومتزايد على مجالات علمية أخرى أكثر تخصصا مثل علوم الكمبيوتر والطب الحيوي وهندسة المواد وما شابهها.
للحفاظ على هذا التكامل والتوازن، يستطيع مؤسسو المدارس والعاملون بها إنشاء بيئة تعليمية داعمة تجمع بين الرغبة الأكاديمية المفتوحة والقيم الدينية الصارمة. ويمكن تحقيقه عبر تقديم دورات أو تقديرات موضوعية ضمن المناهج الرسمية للجامعة تناقش التأثير المحتمل للتطور العلمي الحديث وأثره على مجتمعنا اليوم بناءً على منظور إسلامي شامل. بالإضافة لذلك، تشجع العديد من المؤسسات البحثية المحافظة المسلمين حول العالم على المشاركة بنشاط أكبر داخل القطاعات الهندسية والإدارية والصناعية المختلفة بهدف خدمة الإنسانية بكل كفاءة وجودة عالية تأتي موافقة لمبادئ دينهم أيضًا.
وفي نهاية المطاف، يقع عبء توضيح وتعزيز فهم أفضل لهذا التنسيق بين العلوم والشرائع الدينية على عاتق الأفراد ذوات النفوذ الثقافي المستمدّ مباشرة مما ورد في نصوص الكتاب المقدس لهم أي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة رحمهما الله تعالى برحمته الواسعة وعظيم فضله وكريم عطائه إنه جواد كريم.. وصلى اللهمَّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
