الفتوى: التوازن بين الإسراع في تنفيذ المشاريع والالتزام بالشرع

في عالم الأعمال، قد يشعر البعض بالإحباط بسبب ما يعتبرونه تأخراً في الحصول على فتاوى شرعية، خاصة عندما يتعلق الأمر بمشاريع تتطلب سرعة التنفيذ. ومع ذلك،

في عالم الأعمال، قد يشعر البعض بالإحباط بسبب ما يعتبرونه تأخراً في الحصول على فتاوى شرعية، خاصة عندما يتعلق الأمر بمشاريع تتطلب سرعة التنفيذ. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن الفتاوى الشرعية لا تهدف إلى عرقلة التقدم، بل إلى توجيهه وفقًا لمبادئ الإسلام.

الفتاوى الشرعية ليست مجرد آراء شخصية، بل هي ميزان يعتمد على الأدلة الشرعية وأقوال العلماء. عندما يصدر حكم شرعي بتحريم شيء ما، فإن ذلك ليس بسبب تعنت أو عدم مرونة، بل لأن هذا الشيء قد يشتمل على غرر أو مفسدة أو أكل لأموال الناس بالباطل، أو لأنه نجس أو محرم شرعاً.

يجب علينا أن ندرك أن الأمور تضبط بميزان الشرع، وليس العكس. يجب أن نلتزم بما اختاره الله وأذن فيه، لأن الخير والفلاح والسعادة كلها في امتثال ما أمرنا به واجتناب ما نهانا عنه. كما قال تعالى: "وما كان لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ" (الأحزاب: 36).

في حين أننا قد نرغب في أمر ما ونحبه، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أنه الأفضل لنا. فقد يكون فيه الضرر والشر لنا. كما قال تعالى: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (البقرة: 216).

لذلك، يجب علينا التسليم لما اقتضاه حكم الشارع من التحليل والتحريم، مع اليقين أن مصلحتنا في امتثال ما أمرنا به واجتناب ما نهينا عنه. فالحكم الشرعي ليس عائقاً أمام التقدم، بل هو دليل على الطريق الصحيح الذي يؤدي إلى النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات