بعد 40 يوما من اعتقالي
نقلوني في سيارة مفيمة إلى فرع الفيحاء
الأمن السياسي
هناك أدخلوني إلى منفردة شنيعة جدا
منذ اللحظة الأولى التي فتح لي السجان الباب
انفجر بوجهي هواء فاسد خزين قادم من داخل المنفردة
اصابتني سريعا حرقة شديدة في العيون والبلعوم
دخلت إلى الظلام وأغلق الباب خلفي>>
من شدة الظلام لم أعرف كيف أتحرك وأين أجلس. انتظرت حتى تتأقلم عيني مع الظلمة
وفجأة أكتشفت ان شخص أخر معي بالمنفردة
رحب بي وأخذ بيدي في الظلام وأجلسني.
من صوته عرفت انه لا يزال صغير،
رغم قذارة المكان
انتشت روحي بأن هناك روح أخرى معي
تابعوا قصة الطفل محمد من داريا >>
في اللحظة الأولى لم أعرف ماذا أقول
مضى وقت طويل لم أتحدث مع إنسان
لكني شعرت أنه فرح بوصولي إليه
سألته:
شو اسمك.. وشو عامل؟
ثم عدت واستدركت قبل ان يجيبني
أديش عمرك
-اسمي محمد من داريا
عمري 14 سنة
قلت بنفسي
ياربي طفل هاد
شو بدو يكون عامل يعني.
ثم انفجر محمد بالبكاء
كأنه كان ينتظر>
وصولي ليبكي
ثم قال
أبي بتلك المنفردة
وأخي الكبير بمنفردة تانية
وأخواتي 2 كمان بجماعية
سألته ليش
-خالي مطلوب للأمن
أجا لعنا المسا
والامن داهم البيت واعتقلنا كلنا
ماتركوا إلا أمي واختي الصغيرة
لأن أمي مريضة بالسرطان ورح تغلبهن بالسجن إذا ماتت.
قضيت انا ومحمد تقريبا 3اسابيع
كان ينادي لي عمو
كنت أنام في النهار لأترك له المكان ليلا لينام فيه وأظل واقفا خلف الباب
مرة استيقظت من نومي على حلم مزعج
قال لي محمد احكيلي حلمك
انا بعرف فسر الأحلام
(تذكرت هنا النبي يوسف في سجنه)
فحكيت له أني رأيت زوجتي تزحف على الأرض وتبكي
فقال لي
عمو مرتك عم تصلي وتدعيلك>