أمراض الدم، المعروفة أيضًا باسم علم الأمراض النسيجية للدم، هي فرع مهم من الطب يركز على دراسة تشخيص وعلاج مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤثر على خلايا الدم ووظيفتها. هذا المجال حساس ومتعدد الأوجه، ويتضمن فهم معقد لكيفية عمل الدورة الدموية وكيف يمكن لهذه العمليات الفسيولوجية الطبيعية أن تتغير وتتدهور بسبب المرض.
أحد أكثر الأمراض شهرة المرتبطة بأمراض الدم هو الأنيميا، وهو حالة يتم فيها نقص كرات الدم الحمراء الصحية أو الهيموجلوبين، مما يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على نقل كميات كافية من الأكسجين إلى الأعضاء والأنسجة المختلفة. هناك العديد من أنواع الأنيميا، بما في ذلك الأنيميا فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وفقر الدم الانحلالي الوراثي مثل الثلاسيميا وسنثالي دموي هيموليتي، بالإضافة إلى الأنيميا الخبيثة مثل سرطان الدم.
تشخيص أمراض الدم يتطلب دقة عالية واستخدام تقنيات متعددة. هذه قد تتراوح بين تحليل صورة الدم الكاملة (CBC) إلى اختبارات محددة للأحماض الأمينية والمواد الأخرى المرتبطة بتكوين كريات الدم الحمراء. يستخدم التصوير بالأشعة فوق الصوتية (الإيكو) وفحوصات الأشعة السينية لتقييم الضرر الوعائي وقد يساعد تنظير القولون في تحديد فقدان الدم غير الظاهر.
العلاج لأمراض الدم يعتمد بشكل كبير على السبب الأساسي للمرض. بالنسبة لفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، غالبًا ما ينصح بتغييرات غذائية وإضافة مكملات الحديد إلى النظام الغذائي اليومي. وفي حالات أخرى مثل الطمث الثقيل أو بعض المشاكل الصحية الأخرى، قد تكون عملية استئصال الرحم خياراً قابلاً للتطبيق. أما بالنسبة لأنواع الأنيميا الأكثر تعقيداً والتي ترتبط بالوراثة، فأحيانا العلاج الجيني قد يكون الحل المستقبلي لهذه الحالات الصعبة.
في النهاية، إدارة أمراض الدم تعتبر تحدياً دائماً لكل من المرضى والعاملين الصحيين. ومع ذلك، مع التحسين المستمر في التشخيص والتقدم في العلاجات الجديدة، فإن آفاق الرعاية المتخصصة لأمراض الدم تبدو مشجعة للغاية لمستقبل الصحة العامة العام المقبل.