- صاحب المنشور: سوسن النجاري
ملخص النقاش:
لقد حققت تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) تقدمًا كبيرًا مؤخرًا وأثرت بشكل ملحوظ على مجموعة واسعة من الصناعات، حيث دخلت مجال الرعاية الصحية بثورة كاملة. يهدف هذا المقال إلى استعراض دوره المتنامي والفرص التي يجلبها بالإضافة إلى التحديات التي تواجه اعتماديه في قطاع الصحة العالمية.
توفر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي حلولاً مبتكرة يمكنها تعزيز كفاءة وجودة خدمات الرعاية الصحية من خلال توفير أدوات تشخيص وعلاج أكثر دقة وكفاءة مقارنة بالأساليب التقليدية. فعلى سبيل المثال، يتم استخدام خوارزميات التعلم الآلي لتحليل صور الأشعة السينية للكشف المبكر عن أمراض مثل سرطان الثدي بأدق مستويات الدقة بالمقارنة مع الأطباء البشر. كما تُستخدم روبوتات المحادثة لإرشاد المرضى حول الأعراض الأولية وتقديم نصائح صحية مفيدة بناء على المعلومات المقدمة منهم. علاوة على ذلك، تساهم التحليلات الضخمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تحديد اتجاهات الأمراض المعدية المحتملة واتخاذ قرارات فورية بشأن الإجراءات الوقائية قبل انتشار العدوى محددًا بذلك حدود الفشل والحالات الحرجة.
رغم هذه المكاسب الواعدة، فإن هناك العديد من المخاوف المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي داخل القطاع الطبي والتي تتعلق بعدم الشفافية وعدم القدرة على شرح القرار الذي يتخذ بواسطة الخوارزميات وخصوصيت البيانات وغيرها الكثير مما يشكل عقبات كبيرة أمام اعتماده الكامل. كذلك قد يؤدي الاعتماد غير المناسب لهذه الابتكارات الجديدة إلى زيادة البطالة بين العاملين المجتهدين الذين فقدوا وظائفهم بسبب تطبيقات الروبوتات الحديثة وفي هذا السياق لابد لنا كمجتمع طبي من وضع سياسات تنظيمية قوية لحماية مهنة الطب وسلامتها الجماعية والمصلحة العامة للمرضى جميعهم أيضًا .
إن مستقبل الذكاء الاصطناعي في ميدان طب اليوم وغدا يعد مجالا حيويا بحاجة ماسّة لاستغلال طاقاته الهائلة لتحقيق نتائج أفضل بالنسبة للمريض وكذلك توضيح جوانب القلق المجتمعي ومناقشتها بصراحة وفهم عميق لها لتجنب أي تداعيات سلبيه محتملة مستقبلاً أثناء تطوير وتحسين تلك المنظومات العلمية المتنوعة ذات التأثير الكبير بشكل عام وللفئة الطبية الخاصة مثلاُ . وبذلك سنضمن تطبيق متوازٍ وصحي لهذا الاختراع الجديد يحقق الأمن والاستقرار لكل أفراد الأسرة الصحية بلا استثناء بإذنه عزَّ وجَلّ سبحانه وتعالى.