حكم التخطيط والكتابة على أوراق المصحف: بين الحاجة والاحتياط

الحمد لله، لم يرد نص صريح في الشرع الإسلامي يحرم أو يبيح التخطيط أو الكتابة على أوراق المصحف، سواء كانت هذه الكتابة لأغراض تعليمية أو تجويدية. ومع ذلك

الحمد لله، لم يرد نص صريح في الشرع الإسلامي يحرم أو يبيح التخطيط أو الكتابة على أوراق المصحف، سواء كانت هذه الكتابة لأغراض تعليمية أو تجويدية. ومع ذلك، فإن الأصل في التعامل مع المصحف هو الاحترام والتعظيم، حيث يُعتبر من شعائر الله وشرائعه.

فيما يتعلق بالتخطيط أو الكتابة على المصحف، فإن العلماء يرون أن الأصل هو صيانة المصحف من أي تعديل أو تغيير غير القرآن نفسه. هذا لأن هناك مخاوف من الالتباس بمرور الزمن، حيث قد يظن الناس أن هذه الكتابة جزء من القرآن. ومع ذلك، عندما زالت هذه المخاوف، أصبح من المقبول كتابة بعض العلامات مثل البسملة واسم السور وعدد الآيات، كما هو موجود في المصاحف اليوم.

في سياق التعليم والحفظ، إذا احتاج القارئ المتحفظ للقرآن إلى وضع علامة على موضع خطئه أو اشتباهه، فلا حرج عليه في وضع ذلك إن شاء الله، لأجل الحاجة المعتبرة الداعية إليه. وضع الخط بالقلم الرصاص الذي يمكن إزالته فيما بعد عند ضبط الموضع وعدم الحاجة إلى العلامة، هو الأفضل من وضعها بالقلم المضيء الثابت الذي لا يمكن إزالته.

ومع ذلك، يجب أن يكون هذا التخطيط أو الكتابة في المصحف الشخصي الذي يملكه القارئ، وليس في المصاحف الموقوفة وقفا عاما في المساجد أو الأماكن العامة. هذه المصاحف يجب أن تحافظ عليها وتصان من العبث والامتهان.

في النهاية، إذا انتهت مرحلة الحفظ واستغنى الحافظ عن مصحفه الذي به هذه الخطوط، فينبغي أن يزيل هذه الخطوط إن كان يبقى بعد الإزالة نظيفا ومصونا. وإذا كانت الإزالة تفسد أوراقه أو تظهر بحال غير ملائمة، فالأفضل أن يصونه في مكان بعيد عن العبث والامتهان، ويتخذ له مصحفا جديدا لتلاوته ومراجعته.

والله أعلم بالصواب.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات