تعتبر دراسة سلوكيات الأشخاص النرجسيين أمرًا بالغ الأهمية لفهم كيفية التعامل معهم بشكل صحيح وحماية النفس منهم. الشخصيات النرجسية غالبًا ما تشعر بالإهانة وتبحث عن طرق للانتقام عندما يشعرون بأن كبريائهم قد تعرض للهجوم. فهم هذه التصرفات يمكن أن يساعد الأفراد في الحفاظ على سلامتهم العاطفية والعقلية.
أولاً، يميل النرجسيون إلى استخدام الاستياء كسلاح أساسي. إذا شعروا بالإساءة، فإنهم سيحفظون كل التفاصيل الصغيرة التي يمكن أن تستخدم ضد الضحية لاحقًا. هذا النوع من الانتقام غير مباشر وغير واضح عادةً، ولكنه فعال للغاية بسبب استعداد نرجسي لإعادة سرد القصص بطريقة مشوهة لصالحه.
ثانياً، قد يقوم النرجسي بتشويه سمعة شخص آخر عبر نشر الشائعات والأكاذيب. هذا النهج أقل شفافية ولكن أكثر ضرراً لأن تأثيره يمكن أن يستمر لفترة طويلة ويمس العلاقات الاجتماعية للشخص المستهدف.
ثالثاً، بعض النرجسيين يستخدمون "التجاهل"، وهو شكل قاسٍ من أشكال العقوبة النفسية. تجاهلهم لكِ أو له يُظهر أنه ليس لديك أهميته الشخصية وأن وجودك ليس ذا قيمة لديهم. لكن هذا النوع من الانتقام يمكن أيضا أن يكون مؤلماً جداً، خاصة للأشخاص الذين يحتاجون للتواصل الاجتماعي الدائم للحصول على الشعور بالأمان والقيمة الذاتية.
رابعاً، قد يلجأ البعض للنرجسيين إلى المال كوسيلة لتعويض خسارتهم في مكان آخر. ربما يحاولون فرض رسوم باهظة أو حتى حذف ديون من تاريخ الآخرين بهدف تعكير صفو حياتهم المالية.
خامساً وأخيراً، هناك طريقة معروفة باسم "الغزل المضاد". هنا، يقوم الناجي بنفس السلوكات التي كانت سبب الألم لهم سابقاً لإظهار قوة تحمل الشخص وكيفية عدم تأثرها بسلوكات الجاني الأصلية. رغم أنها قد تبدو خطوة جريئة، إلا إنها ليست دائماً الخيار الأنسب وقد تؤدي لمزيد من الربكة والحيرة بين الطرفين المتعارضتين.
في النهاية، أفضل دفاع ضد النرجسي هو الوعي والتوعية بحقيقة الأمر. إن تعلم كيف تتجنب تصيد المشاعر المسيئة والنرجسية واستخدام حزم عند مواجهة هجماتها هي الخطوات الأكثر فعالية لحماية نفسك منها ومن آثارها المدمرة.
