حقوق الحيوان: بين الرحمة والإهمال الأخلاقي

في عالم يعج بالأحداث والتطورات المتسارعة، تبرز قضية هامة تتعلق بحقوق الحيوانات. هذه القضية ليست مجرد جدل أكاديمي أو نقاش فلسفي، بل هي مسألة أخلاقية جو

  • صاحب المنشور: كشاف الأخبار

    ملخص النقاش:
    في عالم يعج بالأحداث والتطورات المتسارعة، تبرز قضية هامة تتعلق بحقوق الحيوانات. هذه القضية ليست مجرد جدل أكاديمي أو نقاش فلسفي، بل هي مسألة أخلاقية جوهرية تحدد موقف المجتمع تجاه الكائنات الحية الأخرى غير البشر. إن فهمنا لمعنى "حقوق" والالتزام بها ينطبق أيضاً على جميع الكائنات التي تعيش معنا على هذا الكوكب.

تعدد أشكال التعامل مع الحيوانات؛ فمن جهة نجد الرفق بهم وبرامج الرعاية التي تهدف لتحسين ظروف معيشتهم المختلفة، ومن الجهة الأخرى هناك حالات الإساءة والاستغلال البشري الذي يتعارض تماماً مع مقتضيات العدل والمعايير الإنسانية الأساسية.

لقد حث الإسلام على ضرورة برّ الحيوانات ورعايتها. جاء القرآن الكريم ليؤكد أهمية ذلك قائلاً: "start>وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ * لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَend>" [الممتحنة:4]. كما تشدد الأحاديث النبوية الشريفة على حسن المعاملة للحيوان مثلما رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي فملأ خفه ثم أمسك بِفِيهِ ثم مَدَّه للكلب فشرب الكلب فأغفر له» فقالوا يا رسول الله لنا في بهيمة أن يغفر لنا؟ قال: «في كل ذات كبد رطبة أجر».

وعلى الرغم مما سبق ذكره فإن الواقع المرير يؤكد وجود مخالفات جسيمة لحماية حقوق الحيوانات سواء كانت حيوانات أليفة أم مستخدمة للأبحاث العلمية أو حتى تلك المستخدمة لإنتاج الغذاء. وفي بعض البلدان نرى انتشار مصانع اللحوم الضخمة والتي غالبًا ما تخلو من أي اعتبار للحياة والكرامات لهذه المخلوقات المسكينة. وهناك أيضا تجارب علمية تعسفية تستنزف حياتهن وأعمارهن القصيرة دون رحمة ولا شفقة ولا مراعاة لأدنى متطلباتها الطبيعية والصحية والبشرية كذلك!.

إن تحقيق العدالة الاجتماعية يتضمن بالتأكيد شمول كافة أفراد النظام البيئي تحت مظلته الواسعة وليس الإنسان وحده صاحب الحكم والقانون! بل يجب احترام كل نفس تسكن جسدًا قابل للتلف مهما اختلفت قدراتها الذهنية والحسية والفكرية عنها أيضًا... فالجميع خلق لعبادة رب العالمين ولذلك يجب ألّا يفوت الحق بأحدٍ منهم بسبب خلقه مختلفًا عن آخر مثله -أيضا-. لذلك دعونا نسعى دائماً نحو مجتمع أكثر انسجاماً واحتراماً وتسامحاً لكل شيء موجود فوق الأرض خاصة عندما يتصل الأمر بتلك الفقيرة المدجنة والمظلومة المستضعفة وهي الحيوانات بأشكالها وأنسابها المتنوعة!! لأن الأصل هو حق الحياة لهم قبل أي تعديل قانوني جديد حول الموضوع الحالي الآن وبعد غداااا.....???️??❤️️?? #حقوقالحيوانات #بر #رحمه #الإسلاموالإنسانية #علم_الأخلاق


مرزوق بوزرارة

18 مدونة المشاركات

التعليقات