- صاحب المنشور: عبد الولي الهلالي
ملخص النقاش:
فيما يتعلق بموضوع المساواة بين الجنسين ضمن نطاق الإسلام، فإن فهم العدل المقاصدي للشريعة الإسلامية هو أمر حاسم لمجابهة التصور الخاطئ بأن هذه العقيدة تدعم عدم المساواة. إن تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية تؤكد على قيمة الإنسان بغض النظر عن جنسه وتشدد على أهمية العدالة والمساواة في العديد من جوانب الحياة اليومية. لكن هذا الفهم غالبًا ما يتم تشويهه بسبب سوء الاستيعاب أو الغموض المتعمد حول كيفية تطبيق التعاليم الدينية في السياقات الاجتماعية والثقافية المختلفة.
أولاً، يُظهر الإسلام احترامًا عميقًا لجميع الأفراد كخلائق لله تعالى. يؤكد الآية الكريمة في سورة الحجرات 13 "
ثانيًا، رغم اختلاف الأدوار المجتمعية المرتبطة بالأنظمة التقليدية التي قد تبدو غير متوازنة في نظر البعض، إلا أنه ينبغي التأكيد على أن هذه الاختلافات ليست نتيجة لتفضيل ذوي سلطة ذكور بل هي نتاج عوامل ثقافية واجتماعية متنوعة تختلف حسب الزمان والمكان والتطور التاريخي للإسلام نفسه. وفي سياقات تاريخية معينة داخل العالم الإسلامي، حققت النساء دورًا بارزا ومؤثرًا سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا. فعلى سبيل المثال، لعبت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر دوره مهم في نشر العلم الشرعي وإرشاد الصحابة إلى تفاسير قرآنية دقيقة وأحاديث شريفة خلال فترات متعددة بعد وفاة رسول الإسلام محمد -صلّى الله عليه وسلم-.
ومع ذلك، فإن الواقع الحالي يعكس تحديات مستمرة تجاه تحقيق تحقيق مساوات حقيقية بين الجنسين في الكثير من البلدان ذات الأغلبية المسلمة. ويعزى ذلك جزئيًا إلى تأثير الثقافات المحلية والخبرات الاقتصادية المتباينة عبر المناطق والشرائح الاجتماعية المختلفة. ومن الضروري العمل بنشاط للتأكيد على المساواة المستنبطة شرعا وتعزيز فرص الوصول إلى التعليم والحماية القانونية للأفراد بغض النظر عن جنسهم وذلك وفق هداية ودلالة أدلة الكتاب والسنة المطهرة ليصبح الطريق مفتوحة أمام تصحيح الظلم والقهر ضد المرأة خاصة وضمان حقوق جميع المواطنات والمقيمات بالمملكة العربية السعودية وغيرها باعتبار أنها جوهر رسالة الدين الأساسي المبني عليها بناء مجتمع صالح يسوده الإنصاف والكرامة الإنسانية لكل بني آدم رجالا كانوا أم نساء بلا تمييز ولا تحيز ولا ظلم بإذن العزيز القدير سبحانه جل وعلا.