الدورة الشهرية هي عملية فسيولوجية طبيعية تمر بها النساء بشكل منتظم، وهي علامة على الخصوبة والصحة الإنجابية. ومع ذلك، يمكن أن تكون هذه العملية مصحوبة بمجموعة متنوعة من الأعراض التي قد تتراوح بين الخفيفة إلى الشديدة، وقد تؤثر سلباً على نوعية الحياة اليومية للمرأة. هذا المقال سيرشدك خلال الفهم المتعمق لأبرز أعراض الدورة الشهرية وكيف يمكن التعامل معها لتحقيق حياة صحية أكثر راحة.
من الأكثر شيوعاً ما يعرف بالمتلازمة السابقة للحيض (PMS)، والتي تشمل مجموعة من الأعراض الجسدية والعاطفية التي تبدأ عادة قبل أسبوع واحد أو اثنين من بدء الطمث، وتستمر حتى انتهاء الفترة. الأعراض البدنية تشمل الألم والتقلصات في منطقة البطن والحوض، ألم الثديين، تقلبات الوزن بسبب الاحتفاظ بالسوائل الزائدة، والإرهاق والتعب العام. أما الأعراض النفسية فقد تنطوي على التقلبات المزاجية، الحساسية الزائدة، القلق، الاكتئاب، وصعوبات التركيز.
بالإضافة إلى PMS، هناك أيضاً بعض الأعراض الأخرى المرتبطة بالدورة الشهرية مثل تغييرات الجلد والشعر الناجمة عن هرمونات الجسم أثناء دورتكِ الشهرية. يمكنك ملاحظة ظهور حب الشباب والبثور حول الوجه والجسم نتيجة للتغيرات الهرمونية. كذلك قد تواجهين زيادة في نمو الشعر وخاصةً في مناطق غير مرغوب فيها بالنسبة لكِ.
لتخفيف هذه الأعراض، هناك العديد من الاستراتيجيات التي تستطيع المرأة اتباعها. أولاً، النظام الغذائي الصحي الغني بالأطعمة الغنية بالبروتينات والألياف والمغذيات النباتية قد يساعد في تنظيم مستويات الهورمونات وتحسين الشعور العام. ثانياً، النشاط البدني المنتظم يمكن أن يخفف من التوتر ويحسن الحالة المزاجية ويعزز الطاقة. أخيراً وليس آخراً، العلاج الطبيعي مثل التدليك والاسترخاء والاستحمام بالماء الدافئ يمكن أن يوفر الراحة للألم الجسدي.
تذكر دائماً أنه إذا كانت أعراضك شديدة وغير قابلة للتحكم بها، ينصح بالتواصل مع محترف الرعاية الصحية للحصول على المشورة المناسبة والدعم. كل امرأة فريدة ومختلفة فيما يتعلق برد فعل جسمها للدورة الشهرية؛ ولذلك فإن فهم ودعم الذات أمر ضروري لإدارة تلك الأوقات بكفاءة وبناءة قدر المستطاع.