- صاحب المنشور: حذيفة القروي
ملخص النقاش:مع تطور الحداثة وموجاتها المختلفة عبر التاريخ الإسلامي، شهدت الثقافة العربية تغييرات عميقة انعكست بصورة خاصة على ميدان الآداب. بينما سعى بعض الكتاب إلى تحديث الأشكال والأساليب التقليدية للتعبير الفني، واجه آخرون هذه التحولات بالحذر أو حتى الرفض الصريح بسبب المخاوف بشأن تأثيرها المحتمل على القيم الإسلامية والأخلاق الاجتماعية.
بدأ هذا الجدل مع ظهور النهضة العربية الحديثة في القرن التاسع عشر حيث بدأ الكُتاب يستلهموا تجاربهم المحلية والتجارب الغربية أيضًا لتطوير أدب يعكس هويات جديدة متعددة ومتنوعة وغير تقليدية نسبيا.
في رواية زهرة الأوديسيا مثلاً، التي تعتبر واحدة من الأعمال الرائدة للأدب العربي المعاصر، تقدم الروائية إلهام عثمان تصورًا شخصيًا للحياة اليومية للمرأة المسلمة داخل مجتمع محافظ يشهد تحولات كبيرة. تُظهر الرواية كيف يمكن للفن أن يقدم منظور فريد حول كيفية التعامل مع الاختلافات بين المفاهيم الدينية والثقافية القديمة والمعاصرة.
من جهة أخرى، اتخذ كتاب مثل طه حسين موقفاً أكثر تشددًا فيما يتعلق بتأثير التأثر بالأفكار الأوروبية والاستغراق فيه مما قد يؤدي - بحسب رأيه – إلى هدم الأسس الأخلاقية والدينية للمجتمع المصري والعربي ككل.
التكامل أم الاصطدام؟
تولى العديد من المؤلفين مهمة محاولة التوفيق بين القديم والجديد تحت مظلة الدين نفسه؛ لكن الأمر لم يكن بالبساطة الظاهرة دائماً.
مثال ذلك كتابات نجيب محفوظ الذي استخدم التشبيه والمجاز بطرق مبتكرة لإظهار تناقضات المجتمع المصري خلال فترة الثلاثينات وما بعدها ضمن إطار ديني ملتزم بأصول الشريعة الاسلامية .
على الجانب الآخر، لا تزال هناك أصوات تدعي بأن أي نوع من الخروج عن الأعراف المتعارف عليها دينياً وأخلاقياً يعد خطراً جسيماً وأن القصص المفتوحة والتي تتجاوز الحدود المطروحة سابقاً هي مجرد دعوة للشذوذ والسلوك المنحرف بعيدا عن الطريق المستقيم والذي حدده الله عز وجل لنا في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .
هذه المواجهة المباشرة بين الجديد والقديم تعكس حقيقة صراع الهويات المضطربة وانتظامهما داخلياً وخارجياً وبالتالي فهي غنية بالتوقعات والفلسفات الجديدة التي تساهم بإثراء المشهد الادبي العالمي الكبير.
---
وسُم: #ادب_عربى_حديث#دين_وامم#مصر_الثلاثينيات