تعتبر معرفة توقيت الإباضة أمر بالغ الأهمية للسيدات اللواتي يرغبن في الحمل أو تجنبه. تتغير خصوبة المرأة خلال دورتها الشهرية، وتحدث فترة الإباضة عادةً عندما تطلق مبيض واحدة من البويضات الناضجة كل شهر. هذه العملية، المعروفة باسم الإباضة، هي مفتاح الفهم الصحيح لفترة الخصوبة لدى النساء.
الدورة الشهرية الطبيعية تستمر حوالي 28 يومًا، ولكن يمكن أن تتراوح بين 21 و35 يومًا بشكل طبيعي. تبدأ الدورة بفترة الحيض والتي تستغرق عادةً من ثلاثة إلى سبعة أيام. بعد ذلك، يبدأ مرحلة ما قبل الإباضة، وهي الفترة التي ترتفع فيها مستويات هرمون الاستروجين استعداداً للإباضة. وفي نهاية هذا الجزء، يحدث ارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الجسم الأساسية بسبب زيادة إنتاج البروجسترون.
الإباضة نفسها تحدث عادةً بين اليوم الرابع عشر والعشرين من بداية الدورة، وذلك اعتمادًا على طول مدتها. ومع ذلك، قد تختلف بعض النسوة اختلافًا طفيفًا حول الموعد الدقيق للإباضة بناءً على عوامل مختلفة مثل العمر والصحة العامة ومتانة دورة الطمث الخاصة بكل امرأة.
لتحديد موعد الإباضة بدقة أكثر، يمكنك استخدام اختبار إباضة منزلي يقيس مستوى لوتينIZING HORMONE LH) )في بولِكِ. كما يُمكن أيضاً مراقبة تغيرات مخاط الرقبة خلال تلك الفترة؛ إذ يشير كثافته ورطوبته عند ذروتها غالبًا إلى قرب حدوث عملية الإطلاق للبويضة. بالإضافة لذلك، فإن تسجيل مؤشرات أخرى كدرجة الحرارة والشعور بالألم جنبَان البطن السفلى ربما يوفر دلائل إضافية بشأن وقت الإباضة الواضح.
بالرغم من أهميتها الهائلة بالنسبة للحوامل المستقبلية وغيرهن ممن يسعين لتجنُّب الحمل المؤقت بغرض تحديد النسل مثلاً، إلا أنه من الجدير الذكر بأن هناك العديد من العوامل التي تؤثر أيضًا على فرصة حدوث حمل خلال فترة الخصوبة هذه بما فيها عمر الأنثى وجودة حيوان المنى ونوعيه وصحتها العامة وغيرها الكثير! وبالتالي فإنه رغم كون معرفتنا بتوقيت فترات الخُصُوب واضحة نسبياً، تبقى احتمالية نجاح محاولات الانجاب رهينة لمجموعة متنوعة جدّاً من المتغيرات البيولوجية الأخرى ذات الوقائع الفردية الخاصة لكل فردٍ وهو الأمر الغائي المصمم له خلق الحياة الإنسانية منذ القدم ولربما سيظل كذلك حتى آخر الدهور بإذن الله تعالى جل وعلى!
إن فهم دورات الإناث وفترة توفر الفرص الأنسب لإحداث الحمل يعد جانب أساسي لرعاية الصحة الجنسية والإنجابية الشاملة وسيكون بالتالي مصدراً قيم للأزواج الراغبين بابناء وزادلهم الله برحمته وكرمه وحفظهم بحبله المشدود إن شاءالله الرحمن الرحيم .