- صاحب المنشور: لبيد بن زيدان
ملخص النقاش:شهدت السنوات الأخيرة ثورة كبيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مما أثر تأثيراً عميقاً على العديد من جوانب الحياة اليومية بما في ذلك قطاع التعليم. وقد برز دور التكنولوجيا كمحرك رئيسي للابتكار والتطور في مجال التعليم العالي، حيث أصبح استخدام الأدوات الرقمية والموارد عبر الإنترنت ضرورياً لتلبية متطلبات القرن الحادي والعشرين وتوفير تجارب تعلم فعالة ومبتكرة.
فوائد تطبيق التكنولوجيا في التعليم العالي
تسهيل الوصول إلى المعرفة
أصبح بإمكان الطلاب الحصول على معلومات متنوعة ومتطورة بسرعة وفعالية باستخدام موارد الشبكة العالمية مثل المكتبات الإلكترونية وأنظمة إدارة المحتوى والمنصات التعليمية المفتوحة. وهذا يعزز مشاركتهم ويسمح لهم باستكشاف موضوعات جديدة وتحقيق تقدم أكبر نحو أهدافهم الأكاديمية. كما يمكن للمدرسين أيضاً نشر مواد دراسية رقمية توفر تفاعلاً أفضل مع الدارسين وتعزز الفهم والاحتفاظ بالمعلومات.
دعم التعلم الذاتي
توفر أدوات التقنية الحديثة بيئة مثالية لتعليم ذاتي مستمر خارج الفصل الدراسي. ويمكن للطلاب ممارسة مهاراتهم واستكمال تدريبات افتراضية وزيارة مواقع مؤسسات عالمية شهيرة دون مغادرة حرم الجامعة. بالإضافة لذلك، فإن توافر دورات عبر الإنترنت يوفر مرونة زمنية مكانية فريدة تناسب جميع أنواع المتعلمين وتلبي احتياجات العمل والحياة الشخصية أيضًا.
تعزيز التواصل الدولي
يساهم الاستخدام المكثف للتواصل عبر الإنترنت بين الطلبة والأكاديميين من مختلف البلدان والثقافات في خلق مجتمع معرفي شامل وغني بتنوع وجهات النظر المختلفة. تُعد هذه الخاصية مهمة خاصة عند تطوير المشاريع البحثية وجهود حل مشكلات العالم الحقيقي التي تحتاج عادة لإدماج خبراء متخصصين ممن يتمتعون بخلفيات مختلفة.
تحديات اعتماد التكنولوجيا في التعليم العالي
على الرغم من فوائدها الواضحة، هناك بعض العقبات التي قد تحول دون تحقيق كامل الإمكانات الفائقة لاستخدام التكنولوجيا في التعليم العالي منها:
* التباينات الرقمية: إن عدم قدرة كل الأسر والمؤسسات التعليمية على مواكبة آخر تطورات تقنيات الاتصال يشجع على زيادة الهوة فيما يتعلق بمستويات الوصول والاستمتاع بالمحتوى الافتراضي المتاحة للشرائح الأكثر حظا مقارنة بالأخرى المحرومة ماليا وبشكل عام اجتماعيا واقتصاديًا أيضا. لهذا السبب، تعمل الكثير من المنظمات الدولية الآن بكل جهد لتوفير البنى الأساسية اللازمة والحلول الأخرى المؤقتة بهدف ضمان تساوي الفرص لكل أفراد المجتمع بغض النظرعن وضعهم الحالي.
* تأثيرها السلبي المحتمل على المهارات الاجتماعية: بينما تزدهر المواهب العلمية والفكرية لدى رواد الجامعات الحديثين أثناء استغلالهم لصفحاتها الإلكترونيّة الخاصة بهم أو صفحاتها الرسمية كذلك؛ إلا أنه ربما يصاحب هذا الأمر انخفاضًا ملحوظًا بنوعية العلاقات الإنسانية الواقعية بسبب اعتماده الزائد عليها وعلى وسائل أخرى مشابهة لها والتي تعتبر أقل فائدة بكثير نظرًا لقلة فرص التواصل الحميمي غير المصطنع نتيجه الاعتماد الكبير عليها .
في النهاية، يعد دمج التكنولوجيا ضمن منظومة العملية التدريسية خطوة هائلة للأمام تستحق التشجيع والدعم لتحقيق هدفنا المشترك وهو بناء عصر جديد أكثر تقدماً وعقلانبة قائمة أساسُهُ العلم