يجوز شرعاً تقديم جزء من الزكاة لمساعدة الفقراء الذين يحتاجون إلى إصلاح منازلهم، وذلك ضمن شروط محددة. وفقاً للعلماء، إذا كانت حاجة الفقير إلى إصلاح منزله ملحة وحقيقية، مثل وجود خطر سقوط الجدران أو تسرب المياه، ولا يستطيع تحمل تكلفة الإصلاح بمفرده، فإن إعطائه من الزكاة لهذا الغرض جائز. ومع ذلك، يجب أن يكون الإصلاح ضروري وليس مجرد تحسينات غير أساسية ويمكن الاستغناء عنها.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن يكون مستوى الإصلاح مناسباً للحالة الاقتصادية للفقير، دون إسراف أو تبذير. فالبيت يعد أحد الحاجات الأساسية التي يجب استيفاؤها، ويعد ترك المنزل دون تصليح عندما تكون هناك حاجة ملحة له هدرًا لهذه المنفعة الضرورية، مما قد يؤدي لفقدانه تماماً. وبالتالي، يسمح بإعطاء الزكاة للفقير لتحقيق هذا الهدف والحفاظ على مسكنه.
وقد توسعت بعض الآراء الفقهية لتسمح بشراء أو بناء منزل جديد للفقير باستخدام الزكاة. يقول العلامة أبو عبيد القاسم بن سلام: "يمكن للمسلم أن يعطي جزءاً من زكاته للمحتاجين لأهداف مختلفة، بما في ذلك سفر الحجاج وشراء الأسرى وإطلاق سراحهم". وأضاف أنه حتى لو كان مقدار ما تعطى أقل من الحد الأدنى المتعارف عليه (أكبر من 200 درهم)، فلا مانع منه طالما تحقق الغرض الإنساني والخيري.
وفي النهاية، أكد أبو عبيد على أهمية عدم وضع قيود أو حدود زمنية لمنح الزكاة للأعمال الخيرية المشروعة، لا سيما عند مساعدة المحتاجين بشكل مباشر وفي ظل ظروف خاصة مثل تلك التي ذكرنا. إنه حقاً أداء للفرض وتحقق لمبدأ التعاون الاجتماعي بين المسلمين.