هل يمكن للمصلي الذي يعاني من صعوبة الجلوس المفترش التثاقل على الركبة أثناء الصلاة؟

للشعور بالراحة والأداء المناسب خلال الصلاة، ينصح الفقهاء بأن يجلس المصلي بحالة مريحة وفق طاقته واستطاعته. فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول "إن الله وضع

للشعور بالراحة والأداء المناسب خلال الصلاة، ينصح الفقهاء بأن يجلس المصلي بحالة مريحة وفق طاقته واستطاعته. فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول "إن الله وضع عنكم العناء والحيف"، مما يعني أنه ليس هناك حاجة لإرهاق النفس بما يتسبب في المشقة والشقاء. لذلك، إذا واجه أحد المؤمنين تحديات عضوية مثل عدم القدرة على الانبطاح أو الشعور بمشقة كبيرة أثناء المحاولة، فلا يجب إلزامه بهذا الأسلوب. بدلاً من ذلك، يمكنه الجلسة بطريقة أخرى مناسبة، حتى لو كانت هذه الطريقة ليست هي الوضع المثالي المنشود ولكنها ضمن المستطاع. سيدنا عمران بن حصين تعرض نفس هذا الأمر حيث نهانا الرسول الكريم قائلا "صل قائماً.. وإن لم تستطع فقاعداً". وهذه الآية الكريمة تؤكد لنا أهمية الاستطاعة في العمل الديني:"فاتقوا الله ما استطعتم". ولذلك، فليس هنالك تحديد محدد لتشكيل خاصة للجلسة بمفهوم الاجازة، ولكن المهم هو اتخاذ شكل يسمح بالإتمام بدون فرض القيود أو زيادة المتاعب بشكل غير ضروري. ويذكر العديد من أهل العلم كالشيخ المرعي المقدسي والجويني وابو حامد الغزالي وغيرهم أن جلوس الشخص كيفما تشاء جائز بشرط ألّا يكون مخالفًا للأصول الرئيسية للشكل الأصلي للوضعية. وبالتالي، بالنسبة للحالات التي تحتاج فيها المصليات الجلوس بصورة مختلفة مثل التجثم على الرِّكَب بسبب المرض مثلاً، فهناك إذن وتسامح شرعي لهذه الحالة الخاصة بهم. نسأل الله الصحة والعافية لكل المسلمين.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات