السهر لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى مجموعة واسعة من المشكلات الصحية التي قد تكون خطيرة إن لم تعالج بشكل صحيح. بينما قد يظن البعض أن خسارة ساعات قليلة من النوم غير مهمة، فإن التأثير السلبي للسهر على الجسم والعقل يمكن أن يكون مدمرًا بالفعل. وفقا للأبحاث، الأشخاص الذين يسهرون باستمرار معرضون لمجموعة متنوعة من الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، مرض السكري، وزيادة الوزن.
أولاً، يؤثر السهر سلبيا على صحة القلب والأوعية الدموية. الأرق المتكرر والإجهاد الناتج عنه يمكن أن يرفع مستويات هرمونات التوتر في الجسم مثل الكورتيزول والأدرينالين. هذه الهرمونات يمكن أن تتسبب في تضيق الشرايين وتزيد من خطر الإصابة بأزمات قلبية والسكتات الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، عندما تسهر طويلاً، غالبًا ما تلجأ إلى القيلولة أثناء النهار أو تشرب الكثير من الكافيين للبقاء مستيقظًا، مما يعزز عدم انتظام دقات القلب ومشاكل أخرى مرتبطة بالقلب.
ثانياً، السهر له علاقة مباشرة بمستوى الإنسولين في الدم وبالتالي خطر الإصابة بمرض السكري. عند الجلوس لفترة طويلة خلال الليل، تنخفض حركتك البدنية ويتراجع معدل استخدام جسمك للجلوكوز والدهون كمصدر للطاقة. هذا الأمر يؤدي إلى زيادة مقاومة خلاياك للإنسولين ويؤثر على قدرتها على تنظيم نسبة السكر في الدم، وهو أحد العوامل الرئيسية المؤدية للإصابة بالسكري.
ثالثاً، يعد السهر عاملا رئيسياً فيما يعرف "بالسمنة". النظام الغذائي الغير منتظم والنوم غير الكافي ينتج عنه عادات غذائية سيئة وعدم الشعور بالإشباع بعد تناول الطعام. كما أنه يقلل من مستوى هرمون الليبتين - المسؤول عن التحكم في الشهية - والذي بدوره يحفز عملية الأيض ويساعد على فقدان الوزن. لذلك، من الضروري الحفاظ على روتين نوم ثابت لتجنب اكتساب وزن زائد وتحسين صحتك العامة.
وفي الأخير، يُعتبر اضطراب الساعة البيولوجية نتيجة طبيعية للسهر المستمر. يعمل الجسم بنمط يومي محدد يستخدم لإنتاج المواد الكيميائية الطبيعية التي تحافظ على توازن الجسم واستقرار وظائفه المختلفة. عندما يتم تعطيل هذا الجدول الزمني الطبيعي بسبب انعدام النوم ليلاً، فإنه يؤدي إلى اختلال توازن تلك المواد الكيميائية وقد يتسبب في مشاكل نفسية كالقلق والاكتئاب والتعب المستمر وغيرها كثير.
لتجنب كل هذه المخاطر الصحية المرتبطة بالسهر، يُوصي الخبراء بالحصول على حوالي سبعة إلى ثمانية ساعات من الراحة كل ليلة لتحقيق حالة صحية مثالية وجسد قوي وموازنة كيمياء الجسم المناسبة.