- صاحب المنشور: مسعود بن زيدان
ملخص النقاش:
تتماشى ثورة الذكاء الاصطناعي المتسارعة مع فرص هائلة وتحديات كبيرة في مجال التعليم. إن الآلات المثقفة بالذكاء الاصطناعي (AI) لديها القدرة على تحويل عملية التعلم كما نعرفها اليوم إلى تجربة أكثر تخصيصاً وملاءمة وشاملة. ولكن، هذا التحول ليس خاليا من المخاطر أو القضايا الأخلاقية التي يتعين حلها لضمان استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وبناءة داخل النظام التعليمي.
الفرص والتأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي في التعليم
- التعلم الشخصي: يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم منهج تعليمي مصمم خصيصًا لكل طالب بناءً على سرعتة الخاصة واستيعابه الفردي. يساعد ذلك الطلاب الذين يواجهون صعوبات في مواكبة سرعات الصفوف التقليدية، أو الذين يرغبون في التعمق بشكل أكبر في موضوع ما. من خلال تحليل نقاط القوة والضعف لدى كل طالب، يمكن أن توفر أدوات الذكاء الاصطناعي توصيات مصممة حسب احتياجاتهم وقدراتهم الشخصية.
- الوصول الشامل: تلعب الأدوات المساعدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي دورًا رئيسيًا في تحقيق العدالة والإنصاف في الحصول على التعليم ذي الجودة العالية بغض النظر عن موقع الباحثين عنه جغرافيًا. يستطيع الأشخاص في المناطق النائية الوصول عبر الإنترنت إلى مواد تعليمية متقدمة ومنصات افتراضية تقدم دورات معتمدة وأساليب تدريس مبتكرة. بالإضافة لذلك، تساهم تقنيات مثل الترجمة والنطق الصوتي بتسهيل فهم المواد الدراسية بلغات مختلفة مما يعزز التنويع الثقافي والفكري بين المجتمع الدولي.
- تحسين الأداء الأكاديمي: تعتمد مدارس عدة حول العالم بالفعل على برمجيات الذكاء الاصطناعي لتقييم مهارات الطلاب وتحليله نتائج الاختبارات. تتضمن هذه العملية تحديد المجالات التي قد تحتاج الدعم لمساعدة المعلمين على رصد مستويات الاحتياجات التدريبية المختلفة لأطفالهم. كذلك فإن مراقبة المشروعات البحثية باستخدام الذكاء الاصطناعي تسمح بالإشارة المبكرة للأخطاء الكتابية والقواعد اللغوية وغيرها من الأمور ذات الصلة. أخيرا وليس آخراً، تمكن بعض الروبوتات الإنسانية البشر من التواصل بصوتٍ واضح وفصيح الأمر الذي يسهم بشكل غير مباشر بتنمية المهارات الإنشائية عند الأطفال الصغار.
- تشخيص المشكلات الصحية النفسية والعاطفية: تشهد الحوسبة المعرفية تطوراً ملفتا بإمكانيتها اكتشاف اضطرابات الصحة النفسية مبكراً علاوة على قدرتها بتوفير دعم مناسب للعقل والصحة الذاتية لفئة الشباب الجامعي خاصة عندما يكون طلب العلاج خارج دائرة الضوء بسبب الفتور العام تجاه الموضوع ضمن نطاق مجتمعاتنا المحلية.
التحديات والمخاطر المرتبطة بحلول الذكاء الاصطناعي في التعليم
- القضايا الأمنية والخصوصية: يُعتبر الاستثمار بكبح انتشار البرمجيات الخبيثة عامل حاسم لحماية البيانات الشخصية للمستخدمين سواء كانوا طلاباً أو مدرسين أثناء مشاركتهم خبرتهم العملية الرقمية. يعد حفظ المعلومات الشخصية وعدم الكشف عنها مخاطرة عالية إذا لم يتم التصرف بخطة عمل منظمة تكفل سلامة بيانات الأفراد ضِمن المنظومة العلمية الحديثة بشكل عام.
- الإدمان على الشاشة: يجدر بنا مراعاة التأثيرات البيولوجية للجلسات المطولة أمام شاشة الحاسوب نظرًا لانبعاثات الأشعة الزرقاء المضرة بعيون مرتاديه إذ تؤدي لاحقًا للإصابة بأمراض خطيرة كالجلوكوما مثلاً والتي تنجم نتيجة تراكم الضغط العالي داخل العين بسبب طول مدة العمل المكتبي. ولذلك فإنه ينصح بالحفاظ على فترات راحة منتظمة بعيدًا عن مصدر الشاشة للحفاظ والحماية من احتمالات حدوث مضاعفات صحية ضارة بالمستقبل.
- الدروس التقنية والمعرفة العملية: رغم أهمية امتلاك الأطفال لصلاحيات تصفح الإنترنت إلا انه من المهم أيضاً توعية الأجيال الجديدة بأن عدداً قليلاً من الوظائف اليوم ستكون مشابهة لما كانت عليه قبل عقد واحد حيث يشير محللون سوق مؤهلات سوق العمل أنه مقبل نحو تغييرات واسعة النطاق وخلفية مه