• صاحب المنشور: غدير الفاسي
  
  ملخص النقاش:
  

يعيش العالم اليوم ثورة تكنولوجية غير مسبوقة بفضل التقدم الذي حققه مجال الذكاء الاصطناعي. هذا التحول التقني الواسع النطاق له آثار عميقة وطويلة المدى على سوق العمل الحالي والمستقبلي حول العالم. يسلط هذا المقال الضوء على كيفية تأثر القوى العاملة بسبب انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن لهذه التقنية إعادة تشكيل مستقبل فرص العمل والمهارات اللازمة للبقاء تنافسيًا في عالم متغير باستمرار.

تزايد دور الروبوتات والأتمتة: فقدان بعض الوظائف واستحداث أخرى جديدة

لا شك بأن الذكاء الاصطناعي أدى بالفعل إلى استبدال العديد من الأنشطة التي كانت تتطلب مشاركة بشرية مباشرة. حيث بات بإمكان الآلات الآن القيام بمهام مثل خدمة العملاء، إدارة المخزون، وتحليل البيانات بسرعة ودقة تفوق القدرات الإنسانية بكثير. هذا الأمر قد يؤدي لفقدان وظائف لبعض العاملين الذين يعملون ضمن هذه القطاعات التقليدية.

مع ذلك، تجدر الإشارة هنا إلى أنه بينما تزيل الروبوتات ومقتضيات الأتمتة ذاتها مجموعة من الأدوار القديمة؛ فإنها أيضًا تخلق فرص عمل وأدوار جديدة تمامًا لم تكن موجودة سابقاً. فعلى سبيل المثال، أصبح هناك حاجة مُلحّة لتأهيل وتدريب المزيد من المهندسين البرمجيين ورواد الأعمال الرقميين وصناع السياسات العامة المتخصصين بالذكاء الاصطناعي.

المهارات الجديدة الأساسية للمواجهة مع عصر الذكاء الاصطناعي

يجب أن نكون مدركين لحقيقة أن الحاجة المستمرة للتطور والتكيّف هي مفتاح بقائنا كعمال قادرين على المنافسة وسط مشهد يتغير بسرعة فائقة جرَّاء تطبيق تقنيات الذكاء الصناعي حديثًا أو تحديثاتها المُحتملة لاحقًا. ومن ثم فأنه يُوصَى بتعزيز تواجد وتميز مهارات خاصة لدى جميع أفراد قوة العمل المعاصرة:

1) الابتكار والإبداع: ستصبح هاتان الصفتان أكثر قيمة بالنسبة لأصحاب العمل مقارنة بأداء المهام routine tasks المحصورة داخل حدود محدد سلفا بحيث تكون أقل عرضة للأتمتة بواسطة ذكاء اصطناعى.

2) القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات المنطقية المنظمة باستخدام البيانات المتاحة.

3) تطوير العلاقات الشخصية والعاطفية وفهم دقيق لأبعاد واحتياجات الآخرين والتي تبقى خارج نطاق قدرة أي جهاز آلي حتى اللحظة الحالية ولا يستطيع الوصول إليها。

* مصادر محتملة لدعم المعلومات الإضافية: منظمة العمل الدولية, World Economic Forum