في موضوع "تناسخ الأرواح"، وهو الاعتقاد بأن الروح البشرية يمكن أن تموت ثم تتجدد في جسد جديد، فإن الحكم الشرعي لهذا الأمر واضح وصريح. وفقاً للإسلام، كل شخص مسؤول عن عمله الخاص، ولا تُنقل المسؤولية والعمل السابق إلى حياة أخرى. القرآن الكريم يؤكد هذا في عدة آيات، مثل سورة الأعراف (172): "وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا". يشرح هذا الآية أن الله خلق الذرية من آدم وسجل شهادتها على نفسها أنها ستكون خاضعة له، مما يعني أنه لا يوجد إعادة اكتساب للمسؤولية عبر انتقالات للأرواح بين أجسام مختلفة.
وقد قطع علماء كبار كالشيخ القاضي عياض والدردير المالكي وابن حزم وابن القيم وغيرهم بأنه يجب اعتبار اعتناق نظرية تناسخ الأرواح كفرًا. فهذا الإعتقاد ينافي جوهر العقيدة الإسلامية ويتعارض مع عقيدة بعث الأموات والحساب يوم القيامة. بالإضافة لذلك، فقد فتحت اللجنة الدائمة للإفتاء السعودية بالإجابة حول نفس الموضوع: ما ذكر بشأن الانتقال المستمر للأرواح غير صحيح وباطل من الناحية الدينية.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أن العديد من المفسرين والمؤرخين المسلمين أعربوا عن رفضهم لهذه النظرية الغريبة والتي تعتبر خارج نطاق التفكير الإسلامي التقليدي. بالتالي، نظرة الإسلام إلى تناسخ الأرواح واضحة ومعرفية تمامًا؛ فهي لا تدعمها ولا تسمح بها بناءً على النصوص الدينية والتوجيهات الربانية.