في نقاش حول اللباس المحتشم للمرأة، يبرز موضوع تغطية الوجه قضية مهمة خاصة عندما يتم التعامل معه بمبدأ الاستحباب بناءً على احتمال الوقوع في الفتنة. هنا، نعرض الضوابط الشرعية لتقييم حاجة المرأة إلى تغطية وجهها بناءً على جاذبيتها الشخصية.
بحسب العلماء، أولاً، يجب التأكد من أن قرار قبول رأي عدم الوجوب يأتي نتيجة دراسة معمقة وبحث صادق عن الحق وليس الانسياق خلف الرأي الذي يتوافق مع الميل الشخصي. وهذا الأمر وارد عند اتباع عالم مسلم معروف بالعلم والدراية الذي يشجع أيضًا على تغطية الوجه رغم الاعتقاد بأنه ليس واجباً. وفي النهاية، يحتم عليك الإجراء التدقيق بشأن دينك واتخاذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ عليه.
إذا لم يكن هناك أي عقبات أو مخاطر صحية محتملة أمام تغطية الوجه، فالاقتراح الأفضل هو تنفيذ هذا العمل تقديراً لقيمة ستر الوجه وإيجازاً للنزاع الديني الحالي. وقد أكدت العديد من النصوص الإسلامية أهمية تجنب الشبهات وعدم معرفتها مما يدفع البعض نحو ارتكاب الخطيئة. ومن الأمثلة على ذلك الحديث النبوي الشريف "الحلال بين والحرام بين".
ومن المهم أيضاً فهم كيف يمكن لكشف الوجه أن يساهم في خلق فرص لإيقاع الفتنة سواء بالنسبة للأخرى أو لمن يراقبها. فالدليل العادل والقوي يقول إن كل ما يمكن اعتباره بوابة مفتوحة للفتنة يجب اغلاقه بغض النظر عن مدى البيان الواضح لهذا الربط السببي. قد يبدو الجمال الخارجي عاملاً رئيسياً ضمن بعض السياقات الثقافية، بينما يلعب دور الرجل مهم جداً في السياق الآخر حسب مستوى التحضر الأخلاقي العام داخل المجتمع. لذلك، يجب على المرء دائماً توخي الحيطة وحماية نفسه من الانجراف الفكري والعاطفي تجاه المواقف المشكوك فيها والتي تحتاج لاستشارة متخصصة.
وأخيراً، حتى وإن تم تعليق عدم وجود مؤشرات واضحة تؤدي للفتنة المرتبطة بكشف الوجه، لا يسمح للمرأة باستخدام زي موحي أو زينة مكشوفة بهدف عرض محاسنها بشكل علني. لأن تلك الخطط تتناقض مع نوايا الشريعة الإسلامية المتعلقة بالحجاب المنشود وغلق أبواب المغريات البشرية الممكنة للإغواء الجنسي.