- صاحب المنشور: الهيتمي الدرقاوي
ملخص النقاش:
في عصر الثورة الرقمية المتسارعة، أصبح العالم أكثر تداخلاً وترابطاً عبر الشبكات الإلكترونية. بينما تُعزِّز التقنيات الحديثة الابتكار والتواصل والتطور الاقتصادي، فإنها تطرح أيضاً قضايا حساسة متعلقة بالخصوصية الشخصية والأمان السيبراني. يتطلب تحقيق توازن دقيق بين فوائد التكنولوجيا واحتياجات حماية البيانات الشخصية اهتمامًا جادًا ومراجعة متعمقة للتشريعات والقوانين ذات الصلة.
لقد غيرت المنصات الاجتماعية وأنظمة الذكاء الاصطناعي وجه طريقة تعامل البشر مع المعلومات والمعرفة، حيث يمكن الوصول إلى كم هائل من البيانات والاستفادة منها بطرق مثيرة للإعجاب ولكنها مهددة أيضًا لخصوصيتنا الفردية والجماعية.
التحديات الأساسية
1 - جمع واستخدام البيانات: تقوم الشركات الكبرى وجهات أخرى باستغلال بيانات المستخدمين لتحسين خدماتهم وخوارزمياتهم؛ وهو أمر مفيد لكن يمكن أن يصبح مدعاة للقلق إذا لم تكن هناك ضوابط كافية لحماية هذه المعلومات الحساسة.
على سبيل المثال، قد يستغل بعض الجهات جمع معلومات حول تصرفات الأفراد واتصالاتهم لإساءة استخدام تلك المعارف أو حتى اختراق هوياتهم المالية والشخصية.
2 - الشفافية والمصداقية: غالبًا ما تكون سياسات خصوصية الموقع غير واضحة وغير سهلة الفهم بالنسبة للمستخدم العادي مما يؤدي إلى شعور بعدم الأمان وانعدام ثقة تجاه المؤسسات التي تتولى إدارة ملفاته الخاصة.
إن مسؤولية توضيح كيفية التعامل مع بيانات العملاء والتأكيد على احترام حقوقهم ينبغي أن تكون ضمن أولويات القائمين عليها باعتبارها جزءا أساسياً لبناء علاقات موثوق بها وشاملة.
3 - تأثير التكنولوجيا على المجتمع: إن التأثيرات الجانبية المحتملة للتكنولوجيا الحديثة تشمل زيادة الضغط النفسي نتيجة الاعتماد الزائد عليها بالإضافة إلى انخفاض مهارات التواصل الاجتماعي التقليدية وانتشار الأخبار الكاذبة والإدمان الرقمي لدى الأطفال والشباب.
ومن هنا تأتي أهمية سن قوانين تحكم استخدام وسائل الإعلام الجديد وضبط محتواها لحماية أفراد المجتمع خاصة الأكثر عرضة لهذه المخاطر.
الآفاق المستقبلية والحلول المقترحة
1 - تعزيز دور التشريعات العامة: يجب العمل على اصدار قوانين تضمن حق المواطنين بحماية بياناتهم الشخصية ضد أي اعتداءات محتملة سواء كانت فرديه أم منظمه. مثال بارز لذلك قانون "GDPR" الذي اعتمده الاتحاد الأوروبي مؤخرًا والذي يسعى لتوفير بيئة آمنة للمستهلك عبر الإنترنت ومتعلقاته الأخرى المرتبطة بالتكنولوجيا المتقدمة.
هذه الخطوة مهمة جدًا إذ إنها تساهم بتحديد حدود المسؤليات القانونية لكل من الحكومات وهيئات القطاع الخاص بهدف المحافظة على سلامتهم واستقرار اقتصادهم العام.
2 - وعي مجتمعي أكبر بمخاطر الانترنت: تلعب حملات التوعية دوراً فعالاً في رفع مستوى فهم الناس للعلاقة بين تقنية المعلومات وصيانة خصوصيتها وكيف يمكن اتخاذ إجراءات وقائية بسيطة للحفاظ عليها أفضل حالاتها طالما بقيت تحت رقابة مباشرة منهم شخصياً وليس طرف خارجي مجهول الهوية.
يمكن تنظيم ندوات تثقيفية تستهدف مختلف شرائح العمر والعمران هدفها نشر ثقافة الأمن السيبري وتعليم طرق التصفح الامنة إضافة لفهم طبيعة البرامج الضارة والكشف عنها مبكرًا قبل انتشار آثارها المدمرة واسعه الانتشار.
٣ - تقنيات جديدة للأمان: ستشهد السنوات المقبلة ظهور حلول متقدمة لاستعادة الثقة مجددًا نحو عالم افتراضي خالي من مخاطر الاختراقات والصفقات التجارية الوهمية وذلك بإدخال بروتكولات مشفرة عالية الدقة تعمل بنظام مفتاح خاص